responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 232


على التراب ، يرى اثر دبيبه ، خصوصا في النهار لكن في الليلة الظلماء لا يرى اثر دبيبه على الحجر الأملس ، فانّ النمل اسود والليل اظلم ولا يسمع دبيبه ورؤية الشيء غالبا والعلم به من هاتين القوتين . فإذا عرفت هذا الأمر فأينا غير مبتلى بهذه البلية ولا نأتي بهذا الأمر الشنيع كلّ يوم مرّات . ولعلك تسمع كلامي فتبادر إلى ملامى وتقول :
فحينئذ عملنا هباء فانا أعذرك في ملامتى ، فانّ الفطام عن المعهود شديد والنزول عمّا تلقاه الفتى من آبائه وعاداته صعب جدا ، حقا كان أو باطلا ، اما ترى هذه الكبيرة العظيمة المنهية في القرآن لمّا شاعت في عادات الناس لا يتخلَّص منها الَّا الأقلَّون ، بحيث لا يعدّون الغيبة من المعاصي مع أنها عظيمة وصارت عادة بحيث انّ المغتاب حين اغتيابه إذا رأى منك قهقهة ، يعدّها قبيحة عظيمة وينسبك إلى الفسق ولا يبالي بهذه العظيمة ، فجعلت دينك ما يوافق العادة وعندك الحسن ما وافق عادة الناس والقبيح ما تركته العادة ، لا ما حسّنه العقل ، فيكون معتزليّا اماميّا ولا ما حسّنه الشرع فتكون أشعريا بل هذا مسلك جديد خبيث .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 88 ] وقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ ( 88 ) « وقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ » : اى اليهود الموجودون في عصر النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قالوا قلوبنا غلف ، مستعار من الأغلف الذي لم يختن اى مغشاة بأغشية جبليّة لا يكاد يصل إليها ما جاء به محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ولا نفقهه ، فرد اللَّه أن تكون قلوبهم مخلوقة كذلك ، لأنّها خلقت على الفطرة والتمكن من قبول الحق ، فاضرب وقال : « بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ » اى خذلهم وطردهم وخلَّاهم وشأنهم بسبب كفرهم العارض الَّذى اقدموا عليه بسوء اختيارهم وإبطالهم الاستعداد الفطري الإسلامي .
« فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ » ما مزيدة للمبالغة اى فايمانا قليلا يؤمنون وهو ايمانهم ببعض الكتاب . والفاء لسببيّة عدم الايمان الموجب للَّعن . ثم انّ في القراءة اختلاف ، فقرء بعض ، غلف ، بسكون اللام ، فالمعنى على ما بينّاه . وقرء بعض ، غلف ، بضم اللَّام كأبي عمرو ، جمع غلاف ، فيكون معناه : انّ قلوبنا أوعية للعلم ونحن علماء

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست