لكلّ آية منها ملكا ، فلم يطيقوا حملها ، فخفّفها اللَّه على موسى فحملها .
« وقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِه بِالرُّسُلِ » : قفاه به ، إذا اتبعه إيّاه ، اى اتبعنا من بعد موسى رسولا بعد رسول ، متّفقين اثره ، وهم : يوشع وشموئيل وداود وسليمان وشمعون وشعيا وارميا وعزير وحزقيل والياس واليسع ويونس وزكريّا ويحيى وغيرهم .
« وآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ » : ومعنى عيسى بالسريانية : اليسوع . ومعناه : المبارك .
وابن بإثبات الألف في الكتابة وإن كان واقعا بين العلمين لندرة الإضافة إلى الام ومريم بالسريانيّة بمعنى العابدة والخادمة للمعبد . وقد جعلتها امّها محرّرة لخدمة المسجد ولكمال عبادتها لربّها سمّاها مريم . وصرّح باسمها في القرآن مع الأنبياء سبع مرّات وخاطبها كما خاطب الأنبياء ، كقوله : يا مريم اقنتى لربّك واسجدي واركعي مع الراكعين . فشاركها مع الرجال ولو كانت النساء بمثل هذه لفضّلت النساء على الرّجال .
« الْبَيِّناتِ » : المعجزات الواضحات ، من أحياء الأموات وإبراء الأكمه والأبرص والأخبار بما يدّخرون والإنجيل .
« وأَيَّدْناه » : وقوّيناه « بِرُوحِ الْقُدُسِ » من إضافة الموصوف إلى الصفة اى بالروح المقدّسة المطهّرة وهي روح عيسى ، وصفت بالقدس للكرامة ، لأنّ القدس هو اللَّه . أو الروح جبرئيل ووصف بالطهارة لأنّه لم يقترف ذنبا . وسمّى روحا لأنّه كان يأتي الأنبياء بما فيه حيوة القلوب . ومعنى تأييده وتقويته به : انّه عصمه من أوّل حاله إلى كبره ، فلم يدن منه الشيطان عند الولادة ورفعه إلى السماء حين قصد اليهود قتله . وكان بين موسى وعيسى أربعة آلاف نبيّ وقيل : سبعون ألف نبيّ .
« أَفَكُلَّما جاءَكُمْ » : خاطب أهل عصر النبيّ بهذا وقد فعله أسلافهم لأنّهم يتولَّونهم ويرضون بفعلهم . والفاء للعطف على مقدّر يناسب المقام والتقدير :
ألم تطيعوهم فكلما جاءكم « رَسُولٌ بِما لا تَهْوى » ولا تحبّ « أَنْفُسُكُمُ » ولا يوافق هواكم من الحق « اسْتَكْبَرْتُمْ » وتعظَّمتم عن الاتّباع له « فَفَرِيقاً » منهم : اى من