شاهد عليها ، أو المعنى وأنتم اليوم تشهدون على اقرار اسلافكم بهذا الميثاق . وتخليص البيان : انّ هذه الأحكام والأمور كلَّها كانت عليكم مذكورة في التوراة . وأنتم كنتم محكومين بها ومتعاهدين على العمل بها .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 85 ] ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ والْعُدْوانِ وإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ويَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ ومَا اللَّه بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( 85 ) « ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ » : ثمّ أنتم هؤلاء ، مبتداء وخبر ومناط الإفادة اختلاف المنزل منزلة اختلاف الذات ، اى أنتم بعد ذلك هؤلاء النّاقضون المتناقضون ، أو التقدير ثمّ أنتم يا هؤلاء . ويجوز أن يكون هؤلاء تأكيدا لأنتم والخبر تقتلون ، أو يكون بمعنى الذين وتقتلون صلته وفي موضع الرفع خبر للمبتدأ : اى أنتم الذين تقتلون أنفسكم : اى يقتل بعضكم بعضا وتتعرضون للقتل .
« وتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ والْعُدْوانِ » الضمير في ديارهم راجع إلى الفريق . والفريق : الطائفة ، تظاهرون : بحذف احدى التائين حال من فاعل تخرجون : اى متعاونين عليهم في إخراجهم ، ملتبسين بالإثم والمعصية والعدوان والتطاول ، وتقوّون ظهوركم للغلبة عليهم . والإثم : الفعل الذي يستحقّ فاعله الذمّ واللوم . ودلت الآية على أنّ الظلم كما هو محرّم ، فالتعاون عليه أيضا كذلك ، فان قيل : أليس اللَّه لمّا أقدر الظالم على ظلمه فقد أعانه ، فالجواب : انّه كما أمكنه فقد زجره عن الظلم ، بالتهديد والمنع : فلو لم يمكّنه ويسلب عنه القوّة بحيث لم يقدر إتيانه ، لقبح التكليف ، لأنّه لا يقال للأعمى لا تنظر ولا يقال للعنين لا تزن .
* ( وإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى ) * : اى جاؤكم حالكونهم مأسورين وظهروا لكم على