responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 220


ويضعف ، كذلك الروح والنفس بكثرة المعاصي يفسد بحيث لا يقبل العلاج ، الا ترى انّ بعض الأمراض لا يعالج ، كذلك بعض المعاصي صعب العلاج ، أو غير ممكن العلاج ، فتشتغل خمسين سنة بالمعاصي برجاء التوبة وانّى لك التوبة ، تشرب السم برجاء الترياق والطبيب ولعل الترياق لا ينفع بعض الأوقات في بعض الأمزجة ، كما شوهد مرارا والمعاصي إذا كثرت يغلظ الحجاب ولا يحصل لك نور ، حتى تهتدى إلى سبيل العبوديّة ، فتكون خارجا عن العبوديّة .
حكى عن ذي النون المصري ، قال : كنت في بعض الجبال فإذا بجارية مكشوفة الرأس والوجه وقد نحل جسمها وتغيّر لونها وتقول : اللَّه اللَّه . فقلت لها : اين الخمار يا جارية ، فأجابتنى ما يصنع بالخمار وجه علاها الذلّ والصفار . فقلت لها لما ذا علاها الصفار . فقالت : من الخمار . فقلت سبحان اللَّه ، تناولت شيئا من الخمر . قالت : يا بطال شربت البارحة من كأس المعرفة ، فأصبحت اليوم من الشوق مخمورا ، فقلت : عظينى يا جارية . قالت : عليك بالسكوت حتّى يقال انّك مبهوت ، وارض بالقوت حتّى يبنى لك في الجنّة بيت من الياقوت ، تضرّع بالأسحار إلى عالم الأسرار ، وتب اليه توبة نصوحا ، والبس مكان الحرير مسوحا ، واقبل من ناصح أمين ، قبل أن تكون في عذاب مهين ، وكلّ محنة إلى زوال ، وكلّ نعمة إلى انتقال ، ومال لا ينفعك في آخرتك وبال ، وعلم لا يصلحك ضلال ، وليكن وجهك أزهر . لا اغبر ، قال اللَّه : وجوه يومئذ مسفرة . لابيضاضها في الدنيا بالتزكية وزوال كدورة المعاصي عنها . ضاحكة . لأنّها بكت في الدنيا حتّى صارت عمياء عن رؤية غير اللَّه والدنيا . مستبشرة . وهذه البشارة عوض خوفها في الدنيا ، فافيقوا عن سكرتكم وانظروا بعين الإفاقة .
رجعنا إلى التفسير « والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ » : اى الَّذين صدقوا باللَّه تعالى وبمحمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بقلوبهم وادّوا الفرائض وانتهوا عن المعاصي ، مؤيّدون في الجنّة ، لا يموتون ولا يخرجون منها أبدا .
جرت السنّة الالهيّة على شفع الوعد بالوعيد مراعاة لما تقتضيه الحكمة في ارشاد العباد ، من الترغيب تارة والترهيب أخرى ، والبشير مرّة والإنذار أخرى والعجب مع هذه

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست