هي الذنوب التي أوعد اللَّه عليها النار . والقول الأوّل يوافقنا الشيعة ، لأنّ ما عدا الشرك لا يستحق به الخلود في النار عندنا . « وأَحاطَتْ بِه خَطِيئَتُه » : اى أحدقت به من كلّ جانب ، أو المعنى أهلكته « وأحيط بثمره » اى أهلك وقال عكرمة ومقاتل : انّ الإحاطة ، الإصرار على الذنب « فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ » : اى دائمون في العذاب . والاختلاف في تفسير هذه الآية من معنى السيّئة والخلود بين الوعيديّة والخوارج والمعتزلة والأشاعرة كثير .
قال الطبرسي : والذي يليق بمذهبنا ، قول ابن عباس لأنّ أهل الايمان لا يدخلون في حكم هذه الآية وقوله : وأحاطت به خطيئته ، يقوّى ذلك ، لأنّ المعنى انّ خطاياه قد اشتملت عليه وأحدقت به حتّى لا يجد عنها مخلصا ولا مخرجا ولو كان معه شيء من الطاعات لم تكن السيّئة محيطة به من كلّ وجه وقد دلّ الدليل على بطلان التحابط ولأنّ قوله : « والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ » فيه وعد لأهل التصديق والطاعة بالثواب الدائم ، فكيف يجتمع الثواب الدائم مع العقاب الدائم ويدلّ أيضا على أنّ المراد بالسيّئة في الآية ، الشرك ، أنّ سيّئة واحدة ، لا تحبط جميع الأعمال ، فلا يمكن اجراء الآية على العموم ، فيجب ان يحمل على أعظم السيّئات وأكبر الخطيئات وهو الشرك ليمكن الجمع بين الآيتين .
قال الرازي : اختلف أهل القبلة في وعيد أصحاب الكبائر ، فمن الناس من قطع بوعيدهم وهم فريقان : منهم من أثبت الوعيد المؤبّد وهو جمهور المعتزلة والخوارج ومنهم من أثبت وعيدا منقطعا وهو البشر والخالدي . ومن الناس من قطع بانّه لا وعيد لهم وهذا القول شاذّ ، ينسب إلى مقاتل المعروف المفسّر . القول الآخر وهو انّا نقطع بانّه سبحانه يعفوا عن بعض العصاة وعن بعض المعاصي ولكنّا نتوقف في حقّ كلّ أحد على التعيين انّه هل يعفو عنه أم لا ونقطع بانّه إذا عذّب أحدا منهم مدّة فانّه لا يعذّبه ابدا ، بل يقطع عذابه وهذا القول قول الصحابة والتابعين وأهل السنّة والجماعة وأكثر الاماميّة .
وأما دليل المعتزلة في الوعيد المؤبّد ، فانّهم عوّلوا على العمومات الواردة في