responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 205


ذلك - ومذهب أهل السنّة : انّ الجحر وان كان جمادا لكنّ اللَّه يلهمه ، فيخشى بالهامه ، فانّ اللَّه تعالى علما في الجمادات وسائر الحيوانات ، سوى العقلاء لا يقف عليه غيره ، فلها صلاة وتسبيح وخشية ، كما قال سبحانه : وان من شيء إلَّا يسبّح بحمده وقال : والطير صافّات كلّ قد علم صلاته وتسبيحه ، فيجب على المرء ، الايمان به ويجعل علمه إلى اللَّه - ويؤيّد هذا المعنى ان النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كان على ثبيرة والكفّار يطلبونه ، فقال الجبل : انزل عنّي فانّي أخاف ان تؤخذ عنّي ، فيعاقبني اللَّه بذلك ، فقال له جبل حراء : الىّ يا رسول اللَّه . وكان النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم إذا خطب استند إلى جذع نخلة من سواري المسجد ، فلمّا صنع المنبر ، فاستوى عليه ، اضطربت تلك السارية من فراق رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وحنّت كحنين الناقة ، حتى سمعها أهل المسجد ، ونزل رسول اللَّه ، فاعتنقها ، فسكنت .
لكنّه قال أبو مسلم : انّ الضمير في قوله : وانّ منها لما يهبط من خشية اللَّه - راجع إلى القلوب ، لا إلى الحجارة ، لأنّ الهبوط من الخشية صفة الأحياء والعقلاء - والحجر جماد - وقد تقدّم ذكر القلوب ، كما تقدّم ذكر الحجارة ، أقصى ما في الباب ، انّ الحجارة أقرب المذكورين ، الَّا انّ هذا الوصف لمّا كان لائقا بالقلوب دون الحجارة وجب رجوع هذا الضمير إلى القلوب دون الحجارة واعترضوا على أبى مسلم بأنّا لا نسلَّم انّ الحجارة ليست حيّة عاقلة ولا نقول انّ الحجارة كلَّها عاقلة والمراد من ذلك ، جبل موسى حين تجلَّى له ربّه له وتقطَّع وذلك لأنّ اللَّه خلق فيه العقل والإدراك وهذا غير مستبعد من قدرة اللَّه ونظيره قوله تعالى : وقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّه الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ - وكذلك الجبل والحجر وصفه بالخشية ، فحينئذ الضمير راجع إلى الحجارة ، ثمّ انّ الهبوط لائق بالحجارة لا بالقلوب ، فليس تأويل الهبوط ، أولى من تأويل الخشية - وقيل وجه آخر في معنى الآية وهو انّ معنى « وإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه » انّه يدعو المتفكّر والمتأمّل فيه إلى خشية اللَّه ويوجب الخشية اللَّه ، فالحجارة من موجبات الخشية ، بدلالته على صانعه وخالقه وأضاف الخشية إليها لأنّ التفكّر فيها هو الداعي إلى الخشية ، كما قال جرير بن عطيّة :

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست