والتعبير في قوله صفر وأراد به السواد لما انّها في مقدّماته « فاقِعٌ لَوْنُها » مبتداء وخبر والجملة صفة للبقرة والفقوع نصوع الصفرة وخلوصها وبريقها ، فيقال في التأكيد اصفر فاقع وأسود حالك أي صفراء شديدة الصفرة وخلوصها وبريقها ، فيقال في التأكيد أصفر فاقع وأسود حالك أي صفراء شديدة الصفرة ، قيل : كانت صفراء الكل حتّى القرن والظلف « تَسُرُّ النَّاظِرِينَ » إليها ، يعجبهم حسنها وصفاء لونها ويفرح قلوبهم للطافة شكلها ولونها .
قال أمير المؤمنين : من لبس نعلا صفراء قلّ همّه ، لأنّ اللَّه يقول : تسر الناظرين ونهى جماعة عن لبس النعال السود ، لأنّها تهمّ - وقيل إنّ الخفّ الأحمر خفّ فرعون والخفّ الأبيض خفّ وزيره هامان .
« قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ » : أسائمة هي ، أم عاملة ، تكرير للسؤال واستكشاف زائد ، ليزدادوا بيانا لوصفها وفي الحديث : أعظم الناس جرما من سئل عن شيء لم يحرم ، فحرم لأجل مسألته .
« إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَه عَلَيْنا » : اى جنس البقر الموصوف والصفرة كثيرة ، فاشتبه علينا أيّها تذبح ، فذكر البقر لإرادة الجنس ، أو لأنّ كلّ جمع حروفه أقلّ من واحده ، جاز تذكيره وتأنيثه ، « وإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّه لَمُهْتَدُونَ » : لذبح البقرة . وفي الحديث :
لو لم يستثنوا لما بيّنت لهم آخر الأبد « قالَ » موسى « إِنَّه » تعالى « يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ » مذلَّلة ذلَّلها العمل بيّنة الذل من شدّة النصب والتعب ولم يقل ذلولة لأنّ فعولا إذا كان وصفا لم تدخله الهاء كصبور « تُثِيرُ الأَرْضَ » : أي تقلبها للزراعة وهي صفة ذلول : اى لم يذلَّلها العمل بإثارة الأرض بأظلافها « ولا تَسْقِي الْحَرْثَ » اى لم تكن بستانية يسقى عليها بالسواقى ، كأنّه قيل : لا ذلول مثيرة وساقية . « مُسَلَّمَةٌ » اى سالمة وبريّة من العيوب وقيل مسلمة من الشبه ، ليس لها لون مخالف لونها وقيل سليمة من آثار العمل لأنّ ما كان من العوامل لا يخلو من آثار العمل في قوائمه و