responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 197


والعبد وان كان عاصيا إذا تقدم إلى الحق شبرا ، تقدم الحق اليه ذراعا ، وبذلك الشبر ينفتح في زاوية قلبه روزنة من النور ، ثمّ بالعمل يكثر ذلك النور شيئا فشيئا ، فينفتح عينا قلبه ، فلا يسمع بمعروف الَّا عرفه وقبله ولا بمنكر الَّا أنكره إلى أن يؤول امره بمرتبة الشهود القلبي الكشفي ، فانّ للإنسان قوّة درّاكة ينتقش فيها حقايق الأشياء ، كما في المرآة إذا كانت صافية - وهذه القوّة في كلّ انسان وغير مختصّ بالمؤمن ، بل للفاسق أيضا هذه القوّة مكمونة ، لكنّ القلب الملتبس بالغواشي والعلائق والشهوات محروم عن هذا المعنى وهو في عمى ، لكن إذا زالت هذه العوائق وفنيت النفس وهواها في الطاعة يرى الفيض بعين قلبه ، بل يرى الامام بالعين القلبيّة ويستمدّ منه ، كما قال اللَّه : وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ، بحيث يقرب من العلم اللدني وهذا هو المقام الرابع من ترتيبات الهداية ، فانّ المقام الأول إعطاء القوى المدركة ، كما قال سبحانه : وأعطى كلشيء خلقه ثم هدى ، والمقام الثاني من الهداية ، نصب الدلائل والبراهين ، كما قال : وهديناه النجدين والمقام الثالث دعوة الناس إلى ما ينفعهم من العلم والعمل بواسطة الرسل والكتب ، كما قال سبحانه : وجعلناهم ائمّة يهدون بأمرنا ، والمقام الرابع كشف الأستار والأسرار على الضمائر بواسطة الإلهام والحدس والوحي وغيرها ، كما قال : والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست