responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 190


النوم سباتا ، لأنّه يقطع الحركات الاختيارية . وحاصل الكلام : انكم تعملون ما أصابهم من العقوبة ، فاحذروا كيلا يصبكم مثل ما أصابهم . والقصة فيه : انّهم كانوا في زمن داود عليه السّلام بأرض يقال لها - أيلة - بين المدينة والشام ، على ساحل بحر القلزم ، حرّم اللَّه عليهم صيد السمك يوم السبت ، فكان إذا دخل السبت ، لم يبق حوت في البحر الَّا اجتمع هناك ، امّا ابتلاء لأولئك القوم ، وامّا لزيارة السمكة التي كان في بطنها يونس ، ففي كلّ سبت يجتمعن لزيارتها وتخرجن خراطيمهن من الماء ، بحيث لا يرى الماء من كثرتها . وإذا مضى السبت ، تفرقن ولزمن مقل البحر ، فعمد رجال من أهل تلك القرية فحفروا الحياض حول البحر ، وشرعوا منه إليها الأنهار ، فإذا كانت عشية الجمعة ، فتحوا تلك الأنهار ، فاقبل الموج بالحيتان إلى الحياض ، فلا يقدرون على الخروج ، لبعد عمقها وقلَّة مائها ، فإذا كان يوم الأحد يصطادونها ، فأخذوا وأكلوا وملحوا وباعوا ، فكثرت أموالهم ، ففعلوا ذلك زمانا ، أربعين سنة أو سبعين لم يزل عليهم عقوبة . وكانوا يتخوفون العقوبة فلمّا لم يعاقبوا ، استبشروا وتجرئوا على الذنب . وقالوا ما نرى الذنب إلَّا قد أجل لنا . ثم استنّ الأبناء ، سنّة الآباء ، فلمّا فعلوا ذلك صار أهل القرية وكانوا نحوا من سبعين ألفا ، ثلاثة أصناف ، صنف امسك ونهى وصنف امسك ولم ينه ، وصنف انتهك الحرمة . وكان الناهون اثنى عشر ألفا ، فنهوهم عن ذلك ، وقالوا يا قوم انكم عصيتم ربّكم وخالفتم سنّة نبيّكم ، فانتهوا عن هذا العمل ، قبل ان ينزل عليكم البلاء ، فلم يتّعظوا وأبوا قبول نصحهم ، فعاقب اللَّه بالمسخ الطائفتين الممسكة الغير النّاهية والعاصية .
« فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً » : جمع قردة ، كالديكة جمع ديك ، فحول اللَّه صورهم إلى صورة قردة ، من غير امتناع ولا لبث « خاسِئِينَ » : والخسئ - الصغار والطرد وذلك انّ المجرمين لمّا أبوا قبول النصح ، قال الناهون : واللَّه لا نساكنكم في قرية واحدة ، فقسموا القرية بجدار وصيّروها بذلك ثنتين ، فلعنهم داود ، فمسخوا ليلا ، فلمّا أصبح الناهون ، أتوا أبوابها فإذا هي مغلقة ، لا يسمع منها صوت ، ولا يعلو منها دخان ، فتسورا الحيطان ، ودخلوا فرأوهم ، قد صار الشبّان قردة ، والشيوخ خنازير ، لها

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست