responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 19


ونصفها الذي للعبد الطلب والدعاء [ سورة الفاتحة ( 1 ) : آية 6 ] اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ( 6 ) بيان الطلب والمعونة المطلوبة إذ هو الذي سئله الأنبياء والأولياء كما قال يوسف عليه السّلام توفني مسلما إذ لا يعتمد على ظاهر الحال فقد يتغير بالمآل كما لإبليس وبرصيصا وبلعم ، اى ارشدنا طريق الهداية والصراط المستقيم استعارة عن ملة الإسلام والدين الحق وأثبتنا على الهداية ، وهداية اللَّه على أنواع منها الهداية بإرسال الرسل فانّهم الدعاة إلى اللَّه في عالم الأمر والخلق اى : الباطن والظاهر قال تعالى ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا وهذا سماع يعم المعنوي شامل للمعاينة القلبية المساوق للايمان بالغيب ومنها الهداية بانزال الكتب سيما الفرقان . ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم . ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ومنها الهداية القلبية : في الحديث إذا أراد اللَّه بعبد خيرا فتح عينا قلبه لا يسمع بمعروف إلا عرفه ولا بمنكر الا أنكره ومنها الهداية بالإلهام الرباني المخصوص بالأولياء أو المعجزات الباهرات الجاريات على أيدي الأنبياء والمعصومين والى هذه الإشارة بقوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه وعترتي ما أن تمسّكتم بهما لن تضلَّوا » والألف واللام في الصراط للعهد يشمل جميع أنواع الهدايات بقرينة بعده في قوله « صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ » فيعمّ هذا المعنى الكلَّي في هذا الفرد ، فهو من قبيل الاشتراك المعنوي لكن ليس بمشترك معنوي ، بل هذه الأنواع افراده واعداده كعدد الأول والثاني في معني العترة ، فالصراط المتصف بالاستقامة مندرج تحت هذا المفهوم الكلي ، وهو صراط أوليائه . قيل فيه وجوه أخرى ( أحدها ) ثبتنا على الدين الحق ، لأنّ اللَّه قد هدى الخلق كلَّهم على الفطرة الَّا انّ الإنسان قد ينزل وترد عليه الخواطر الفاسدة ، فيلزم ان يسأل اللَّه ان يثبته على دينه ويدعه عليه ويعطيه زيادات الهدى التي هي أحد أسباب الثبات علي الدين كما قال تعالى : « والَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً » وهذا كقول القائل لغيره وهو يأكل ، كل : اى دم على الاكل . ( وثانيها ) انّ الهداية هي الثواب أو لازمها الثواب فمعناه اهدنا إلى طريق الجنة ثوابا ( وثالثها ) ان المراد دلنا على الدين الحق في مستقبل العمر كما دللتنا عليه في الماضي ، قال أمير المؤمنين يعنى أدم لنا توفيقك الذي أطعناك به في ماضي عمرنا ، حتى نطيعك لذلك في مستقبل ايّامنا .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست