العجل وخصّوا به ، لما كانت توبتهم توبة هائلة - وامّا لأنّهم سمّوا للنسبة إلى يهودا أكبر أولاد يعقوب . وقيل سمّوا بهذا الاسم ، لأنّهم إذا جاءهم رسول أو نبىّ ، هادوا إلى ملكهم ، فدلوه عليه ، فيقتلونه .
« والنَّصارى » : جمع نصران ، مثل ندامى جمع ندمان ، سمّوا بذلك لأنّهم نصروا المسيح ، أو لأنّهم كانوا معه في قرية ، يقال لها ناصرة ، فسمّوا باسمها .
« والصَّابِئِينَ » : من صبأ . إذا خرج من الدين . وهم قوم عدلوا عن دين اليهودية والنصرانية وعبدوا الكواكب والملائكة ، فكانوا كعبدة الأصنام وان كانوا يقرؤن الزبور وفي روضة العلماء : انّه جاء أعرابي إلى النبي ، فقال : لم يسمّى الصابئون ، فقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم :
لأنّهم إذا جاءهم رسول أو نبىّ ، أخذوه وعمدوا إلى قدر عظيم فاغلوه ، حتى إذا كان يحمى صبوه على رأسه حتى ينفسخ .
« مَنْ آمَنَ بِاللَّه والْيَوْمِ الآخِرِ » : اى من آمن منهم ايمانا خالصا بالمبدأ والمعاد ، « وعَمِلَ » عملا « صالِحاً » مرضيّا عند اللَّه « فَلَهُمْ » بمقابلة تلك . والفاء للسببيّة « أَجْرُهُمْ » الموعود لهم « عِنْدَ رَبِّهِمْ » اى مالك أمرهم « ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ » عطف على جملة فلهم أجرهم . اى لا خوف عليهم ، حين يخاف الكفار ، العقاب « ولا هُمْ يَحْزَنُونَ » حين يحزن المقصّرون على تضييع العمر ، لأنّهم تداركوا ما فات منهم ونهوا النفس عن الهوى . أولئك على هدى من ربّهم وهذه الهداية من النعم التكوينيّة ، اعني الفطري الذي فطر الناس عليها . والفطري الذي يتعلق به التكليف في العوالم الستة : ثلاثة منها في عالم الغيب ، وهو عالم العقل والروح والمثال . وثلاثة في عالم الشهادة ، وهو عالم الذرّ والطينة والخلق .
في الحديث : إذا أراد اللَّه بعبد خيرا فتح عيني قلبه ، فلا يسمع بمعروف الَّا عرفه ولا بمنكر الَّا أنكره . والمراد من ذلك ، مقام المعاينة ومرتبة الشهود القلبي ، فانّ للإنسان قوة درّاكة ينتقش فيها حقايق الأشياء ، كما في المرآة ، إذا كانت صافية ، لكنّ القلب المتلبّس بالغواشي والعلائق ، محروم عن عالم المشاهدة وهو في عماء . ومن لم يجعل اللَّه له نورا فما له من نور . والنفس إذا فنت في الطاعة ، تكون ارادتها تابعة لرضى اللَّه