ووزنه « وبَصَلِها » : بقل معروف ، تطيب به القدور ، « قالَ » : استيناف وقع عن سؤال مقدّر ، كأنّه قيل : فماذا قال اللَّه لهم أو موسى ، فقيل إنكارا عليهم ، « أَتَسْتَبْدِلُونَ » اى ا تأخذون وتختارون لأنفسكم ، « الَّذِي هُوَ أَدْنى » اى أدون مرتبة إذا قرأ ادنأ مهموزا . وإذا قرأنا قصرا ، اى أقرب وأحط منزلة « بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ » : اى بمقابلة ما هو خير ، كما انّ خيرية المن والسّلوى في اللذاذة وسقوط المشقّة بالنسبة إلى العدس والبصل واضحة « اهْبِطُوا » وانزلوا من التيه ، ان كنتم تريدون هذه الأشياء « مِصْراً » من الأمصار ، لأنّكم في البريّة ولا فيها ما تطلبون ، وانّما يوجد ذلك في الأمصار وليس المراد بمصر ، مصر فرعون ، لقوله : يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة وإذا وجب عليهم دخول تلك الأرض ، لكن قال الحسن والربيع : أراد مصر فرعون ، الَّذى خرجوا منه قال أبو مسلم : أراد بيت المقدس « فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ » : والمصر البلد العظيم ، من مصر الشيء : اى قطعه ، سمّى به لانقطاعه عن الفضاء ، بالعمارة وانّما صرف ، لسكون وسطه ، كهند ونوح ، أو لتأويله بالبلد دون المدينة « وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ » والهوان « والْمَسْكَنَةُ » : اى الفقر : اى جعلنا محيطتين بهم ، إحاطة القبّة بمن ضربت عليه ، أو المعنى بتعبير الضرب ، انّه الصقنا بهم وجعلنا ضربة لازب لا تنفك عنهم ، مجازاة على كفرانهم كما يضرب الطين على الحائط ، فهو استعارة بالكناية . فترى أكثر اليهود وان كانوا مياسير كأنّهم فقراء « وباؤُ » : اى رجعوا « بِغَضَبٍ » عظيم كائن « مِنَ اللَّه » استحقوه ولزمهم ذلك . واطلاق الغضب في حق اللَّه ، المراد لازم الغضب ، وهو العقوبة « ذلِكَ » اى البوء بالغضب العظيم « بِأَنَّهُمْ » بسبب انّ اليهود « كانُوا يَكْفُرُونَ » على الاستمرار « بِآياتِ اللَّه » والمعجزات الساطعة على موسى ، مما عدّا ولم يعدّ ، وكذّبوا بالقرآن وبمحمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وأنكروا صفته ، وكفروا بعيسى والإنجيل « ويَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ » كشعيب وزكريّا ويحيى عليهم السلام وفائدة التقييد مع انّ قتل الأنبياء يستحيل ان يكون بحق ، للإيذان بانّ ذلك عندهم أيضا بغير الحق .
قال ابن عباس : لم يقتل قطَّ من الأنبياء ، إلَّا من لم يؤمر بقتال . وذلك القتل كرامة لهم وليس بخذلان لهم . وكلّ امر بقتال ، نصر . فظهر ان لا تعارض بين قوله : ويقتلون