قال الصادق عليه السّلام : آداب الدعاء : تبدأ وتذكر نعمه عندك ، ثم تشكره ، ثم تصلى على النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، ثم تذكر ذنوبك خائفا ، ثم تستغفروا اللَّه منها ، ثمّ تطلب حاجتك .
قال تعالى : [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 61 ] وإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وقِثَّائِها وفُومِها وعَدَسِها وبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ والْمَسْكَنَةُ وباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّه ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّه ويَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وكانُوا يَعْتَدُونَ ( 61 ) « وإِذْ قُلْتُمْ » : تذكير جناية أخرى لاسلافهم ، وكفرانهم بنعمة اللَّه . خاطبهم تنزيلا لهم مكان آبائهم ، لما بينهم من الاتحاد في الطريقة . وكان هذا القول منهم في التيه ، حين سئموا من أكل المن والسلوى ، لأنّهم تذكروا عيشهم الأول بمصر ، لأنّهم كانوا أهل فلاحة ، واشتاقت طباعهم إلى ما جرت عادتهم ، فقالوا « يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ » : وكنوا عن المن والسلوى بطعام واحد ، وهما اثنان ، لأنّهم كانوا يأكلون أحدهما بالآخر ، فيصير ان طعاما واحدا ، أو أريد بالواحد ، نفى التبدّل والاختلاف ولو كان على مائدة ألوان عديده ، يداوم عليها ، فقال لا يأكل فلان الَّا طعاما واحدا « فَادْعُ لَنا رَبَّكَ » اى سله « يُخْرِجْ لَنا » : ويظهر لأجلنا ، والجزم لجواب الأمر اى ان تدع لنا ربّك ، يخرج لنا « مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ » و - من - تبعيضية - وما - موصلة « مِنْ بَقْلِها » والبقل ما نبت الأرض ، من الخضر . والمراد أصناف البقول ، التي تأكلها الناس كالكراث والنعناع والكرفس وأشباهها و « قِثَّائِها » من أنواع الخيار و « فُومِها » قيل : هو الحنطة ، لأنّ ذكر العدس ، يدلّ على أنّه المراد ، لأنّه من جنسه ، وقيل هو الثوم ، لأنّ ذكر البصل يدلّ على انّه هو المراد ، فإنّه من جنسه . قال ابن التمجيد : وحمله على الثوم أوفق من الحنطة و « عَدَسِها » : حبّ معروف يستوي كيله