وكذا الغريق ، وكذا من يهدم عليه ، وصاحب ذات الجنب والحرق والمرأة الجمعاء ، وهي من تموت حاملا ، جامعا ولدها .
وفي الحديث : إذا بخس الكيل ، حبس القطر وإذا كثر الزنى ، كثر الموت والقتل ، وإذا كثر الكذب ، كثر الهرج والحكمة ، انّ الزنى إهلاك النفس ، لأنّ ولد الزناء هالك حكما ، فلذلك وقع الجزاء بالموت الذريع ، لأنّ الجزاء من جنس العمل ، كما انّ بخس المكيال ، يجازى بحبس القطر الذي هو سبب لنقص أرزاقهم . وكذلك الكذب سبب التفرق والعداوة بين الناس ولهذا يجازى بالهرج الذي هو الفتنة . وانما تعم البلاء أينما وقعت ، لتكون عقوبة على اخوان الشياطين ، وشهادة ورحمة للمؤمنين .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 60 ] وإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِه فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْه اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا واشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّه ولا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( 60 ) « وإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِه » اى : اذكروا يا بني إسرائيل ، وقت الذي سأل موسى السقيا لأجل قومه . وكان ذلك في التيه ، حين استولى عليهم العطش الشديد ، فاستغاثوا بموسى ، فدعا موسى ربّه ان يسقيهم « فَقُلْنَا » له بالوحي ان « اضْرِبْ بِعَصاكَ » وكانت من آس الجنّة ، طولها عشرة اذرع ، على طول موسى ولها شعبتان تتقدان في الظلمة نورا . حملها آدم من الجنّة ، فتوارثها الأنبياء ، حتى وصلت إلى شعيب ، فأعطاها موسى .
« الْحَجَرَ » : اللَّام للعهد ، والإشارة إلى معهود . فقد روى انّه كان حجرا طوريّا ، حمله معه . وكان حفيفا مربعا ، له أربعة أوجه ، في كلّ وجه ثلاث أعين أو هو الحجر الذي فرّ بثوبه ، حين وضع ثوبه عليه ليغتسل وبرأه اللَّه ممّا رموه به من الادرة ، فأشار اليه جبرئيل ان ارفعه ، فانّ اللَّه فيه قدرة ولك فيه معجزة .
قال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : كان بنو إسرائيل ينظر بعضهم إلى سوأة بعض ، ولكن موسى