جرى والعزم على عدم العود قال أهل المعنى : انّ لكلّ قوم عجلا يعبدونه من دون اللَّه ، فقوم يعبدون عجل الدراهم والدنانير وقوم يعبدون ، عجل الكبر والحسد وقوم يعبدون ، عجل لجاه وقوم يعبدون ، عجل الهوى وهذا القسم الأخير ، رئيس الأقسام الثلاثة الأول وكلها مندرجة في هذا الأخير .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 55 ] وإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ( 55 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 55 ] وإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ( 55 ) قوله تعالى : « وإِذْ قُلْتُمْ » اى : واذكروا يا بني إسرائيل ، وقت قول السبعين من اسلافكم الذين اختارهم موسى ، حين ذهبوا معه إلى الطور ، للاعتذار عن عبادة العجل وهم غير السبعين الذين اختارهم موسى ، أول مرّة ، حين أراد الانطلاق إلى الطور ، بعد غرق فرعون ، لإتيان التوراة وذلك لأنهم قالوا « يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ » : ولن نصدّقك ، لأجل قولك ودعوتك ، على أنّ هذا كتاب اللَّه وانك سمعت كلامه « حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَةً » اى : عيانا لا ساتر بيننا وبينه ، كالجهر في الوضوح والانكشاف ، لأنّ الجهر في المسموعات والمعاينة في المبصرات ، ونصبها على المصدرية اى نرى اللَّه مجاهرا بفتح الهاء ، أو نرى اللَّه مجاهرين ، على انّه حال من الفاعل ، « فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ » : هي نار محرقة ، فيها صوت نازلة من السماء وهي امر هائل ، مميت أو مزيل للعقل والفهم ، تكون صوتا ، أو نارا وغير ذلك وانّما أحدثت الصاعقة ، لسؤالهم ما هو مستحيل على اللَّه ، لفرط العناد والتعنت ، « وأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ » الصاعقة النازلة وقيل معنى جهرة ، صفة لخطابهم لموسى انّهم جهروا بهذه القول الفاسد وأعلنوه والمعنى الأول أقوى .[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 56 ] ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 56 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 56 ] ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 56 ) وكانت تلك لهم ، كالسكتة لغيرهم ولما كانت تلك الموتة ، قبل انقضاء آجالهم ، أحياهم ليستوفوا بقيّة آجالهم وأرزاقهم ولو ماتوا بآجالهم ، لم يبعثوا إلى يوم القيمة