قال ابن عباس : فكان البلاء ولم يزد على هذا قال الحسن : صار العجل لحما ودما ، وقال غيره : لا يجوز ذلك ، لأنّه من معجزات الأنبياء ، ومن وافق الحسن ، قال : انّ القبضة من اثر الملك ، كان اللَّه قد جرى العادة بأنّها إذا طرحت على اىّ صورة ، كانت حيّيت ، فليس ذلك بمعجزة أإذ سبيل السامري فيه سبيل غيره ومن لم يجز انقلابه حيّا ، تأوّل الخوار ، على أن السامري صاغ عجلا وجعل فيه خروقا ، يدخل فيه الريح ، فيخرج منه صوت كالخوار ، ودعاهم إلى عبادته ، فأجابوه ! وعبدوه ! عن علي للجبائى .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 52 ] ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 52 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 52 ] ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 52 ) اى : محونا جريمتكم ، حين تبتم من بعد الاتخاذ ، الذي هو متناه في القبح ولم نعاجلكم بالعذاب والإهلاك ، بل أمهلناكم إلى مجيء موسى ، فينبّهكم بكفّارة ذنوبكم « لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » : لكي تشكروا نعمة العفو وتستمرّوا بعد ذلك على الطاعة .[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 53 ] وإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ والْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( 53 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 53 ] وإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ والْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( 53 ) اى : واذكروا وقت اعطائنا موسى ، الكتاب ، وهو التوراة والفرقان ، قال ابن عباس : انّ المراد به التوراة أيضا ، وانّما عطف عليه لاختلاف اللفظين ، مثل قولهم :والفي قولها كذبا ومينا : والمين هو الكذب - وقيل : الكتاب ، التوراة ، والفرقان ، انفراق البحر ، أو الفرق بين موسى وأصحابه المؤمنين ، وبين فرعون وأصحابه الكافرين ، أو الفرقان : بعض التوراة ، الذي فيه الحلال والحرام ، وذلك انّه لمّا رجع موسى ووجدهم على عبادة العجل ، ألقى الألواح ، فرفع من جملتها ستة أجزاء ، وبقي جزء واحد ، وهو الحلال والحرام وما يحتاجون واحرق العجل وذراه في البحر ، فشربوا من مائة حبّا للعجل ، فظهرت على شفاههم صفرة ، ورمث بطونهم ، فتابوا ، ولم تقبل توبتهم ، دون ان يقتلوا أنفسهم
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 54 ] وإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِه يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّه هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 54 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 54 ] وإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِه يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّه هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 54 ) ، وذلك قوله :