انظروا إلى البحر ، انفلق من هيبتي حتى أدرك عبيدي الَّذين ابقوا ، فهاب قومه ان يدخلوه وقيل له ان كنت صادقا فادخل البحر كما دخل موسى ، وكان فرعون على حصان أدهم ، ولم يكن في قوم فرعون فرس أنثى ، فجاء جبرئيل على أنثى وديق ، وهي التي تشتهي الفحل وتقدمه إلى البحر ، فاقتحم أدهم فرعون خلفها البحر ودخله ولم يتملك فرعون من أمره شيئا ، وهو لا يرى فرس جبرئيل وتبعته الخيول ، وجاء ميكائيل على فرس خلف القوم يسوقهم حتى لا يشذّ رجل منهم ، حتّى خاضوا كلَّهم البحر ، ودخل آخر قوم فرعون ، وجاز آخر قوم موسى ، وهمّ أولهم بالخروج ، فأمر اللَّه البحر أن يأخذهم ، فانطبق البحر على قوم فرعون فأغرقوا ، فنادى فرعون ، لا اله الَّا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ، القصة وقالت بنو إسرائيل الآن يدركنا فرعون ، فيقتلنا ، فلقط منهم البحر ستمائة وعشر ألفا الذين عليهم الحديد ، ولفظ البحر جثّة فرعون ، فذلك قوله تعالى فاليوم ننجيك ببدنك ، وهو كأنّه ثور أحمر فبعد هذه المعجزة العظيمة ، ما مضى وقت حتى اتخذوا العجل إلها بعد الإنجاء ، ثم صار أمرهم إلى أن قتلوا أنبيائهم ، فهذه معاملتهم مع ربّهم ، ثم بدلوا التورية وافتروا على اللَّه وكتبوا التحريفات واشتروا به ثمنا قليلا وكفروا بنبوّة محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم مع علمهم بصدقه ، فيا لها من عصابة ما اعصاها وطائفة ما أطغاها .
وكان يوم الإنجاء والإغراق ، يوم عاشورا ولذا كان اليهود يصومونه ويتّخذونه عيدا ، وقيل : وكان رسول اللَّه يصومه ، فلمّا فرض صوم رمضان في المدينة ، ترك صيام يوم عاشوراء .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 51 ] وإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِه وأَنْتُمْ ظالِمُونَ ( 51 ) واذكروا يا بني إسرائيل ، وقت وعدنا ، وصيغة المفاعلة بمعنى الثلاثي ، أو على أصلها ، فانّ الوعد وان كان من اللَّه تعالى ، فقبوله كان من موسى ، فقبول الوعد ، شبه الوعد ، أو ان اللَّه تعالى وعده الوحي وموسى وعد المجيء للميقات إلى الطور « مُوسى » : مفعول أول لواعدنا ، مو ، بالعبرانية ، الماء ، وشى ، بمعنى الشجر فقبلت شين المعجمة ، سينا في العربيّة وانّما سمّى به لأنّ امّه جعله في التّابوت ،