responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 148


وظهر من جبال فاران لقد تقطَّعت السماء من بهاء محمّد المحمود ، وترتوى السهام بأمرك المحمود ، لأنّك ظهرت بخلاص امّتك ، وإنقاذ مسيحك ، فظهر من هذا الكلام انّ قوله تعالى في التوراة : ظهر الرّب من جبال فاران ليس معناه ظهور النار منه ، كما زعمه اليهود لأنّهم يقولون انّ النار لمّا ظهرت من طور سيناء ظهرت أيضا من ساعير نار ومن جبل فاران ، وهم لايقاع الشكوك في محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم اوّلوا هذه العبارة بظهور النار في جبل فاران ، فظهر ممّا نقل أبو الحسين عن نقول النصارى انّه ليس معناه ظهور النار منه ولو كان ظهر منه النار على قول اليهود بل معناه ظهور شخص موصوف بهذه الصفات ، وما ذاك الَّا رسولنا محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لأنّه كيف يوصف اللَّه بأنّه يركب الخيول ، وجاء في كتاب إشعياء في الفصل الثاني والعشرين منه قومي فازهرى مصاحبك يريد مكّة ، فقد دنا وقتك ، وكرامة اللَّه طالعة عليك ، فقد تجلَّل الأرض الظلام ، وغطى على الأمم ، الضباب ، والربّ يشرق عليك إشراقا ويظهر كرامته عليك ، تسير الأمم إلى نورك والملوك إلى ضوء طلوعك ، وارفعى بصرك إلى ما حولك ، وتأمّلي فانّهم مستجمعون عندك ، ويحجّونك ويأتيك ولدك من بلاد بعيدة لأنّك امّ القرى فأولاد ساير البلاد كانّهم أولاد مكّة ، يميل إليك ذخائر البحر ، ويحجّ إليك عساكر الأمم ، ويساق إليك كباش مدين ، ويأتيك أهل سبا ، ويتحدّثون بنعم اللَّه ، وتسير إليك أغنام فاران ، ويرفع إلى مذبحى ما يرضيني ، وأحدث حينئذ لبيت محمدتى حمدا ، ووجه الاستدلال انّ هذه الصفات كلَّها موجودة لمكّة ، فانّه قد حجّ إليها عساكر الأمم ، ومال إليها ذخائر البحر ، وقوله وأحدث لبيت محمدتى حمدا : معناه انّ العرب كانت تلبّى قبل الإسلام فتقول لبّيك لا شريك لك الَّا شريك هو لك ، تملكه وما ملك ، ثم صار في الإسلام لبّيك اللهم لبّيك لا شريك لك لبّيك ، فهذا هو الحمد الَّذى حدّده اللَّه لبيت محمدته روى السمان في تفسيره في السفر الأول من التوراة : انّ اللَّه تعالى أوحى إلى إبراهيم ( ع ) قد أجبت دعائك في إسماعيل ( ع ) ، وباركت عليه ، فكبّرته وعظَّمته جدّا ، وسيلد اثنى عشر عظيما واجعله لامّة عظيمة ، والاستدلال به انّه لم يكن في ولد إسماعيل ( ع ) من

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست