responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 141


ملائكة العذاب انّه لم يعمل خيرا قط . فأتاه ملك في صورة آدميّ وتوسّط بينهم ، فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى ايّهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض الَّتى أراد وقصد فقبضته ملائكة الرحمة ، رواه مسلم انتهى .
قوله تعالى : [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 38 ] قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 38 ) استيناف مبنيّ عن سؤال ينصحب عليه الكلام كانّه قيل فما وقع بعد قبول توبته فقيل « قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها » من الجنّة « جَمِيعاً » وفي تكرير الهبوط فقيل الهبوط الأول ، من الجنّة إلي السماء وهذا لهبوط من السماء إلى الأرض ، وقيل : التكرير للتأكيد والخطاب لآدم وحوّاء وذريّتهما باعتبار ما يكون ، وقيل : الخطاب لآدم وحوّاء ، وإبليس والحيّة ، والطاوس ، والمراد اهبطوا أنتم أجمعون ، ولذلك لا يستدعى اجتماعهم على الهبوط في زمان واحد ، وكرّر الأمر بالهبوط إيذانا بتحقّقه لا محالة ودفعا لما وقع في امنيّته عليه السّلام من استتباع قبول التوبة للعفو عن الهبوط ولأنّ الأمر الثاني بالهبوط ، مشعر بالتكليف والابتلاء بالعبادة ، والثواب ، والعقاب ، ولذلك اقترن الهبوط الثاني بإيتاء الهدى المؤدّى إلى النجاة ، وما فيه من وعيد العقاب ، فليس بمقصود من التكليف قصدا اوّليا بل انّما هو دائر على سوء اختيار المكلَّفين ، قوله « فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ » :
الفاء لترتيب ما بعد الهبوط ، وان ، شرطيّة ، ودخلت ، ما ، ليصحّ دخول نون التأكيد في الفعل ، ولو أسقطت ، ما ، لم يجز دخول النون ، كقولك زيد ليأتينّك ولو قلت بغير لام لم يجز ، فدخول ، ما ، هنا ، كدخول اللام هناك ، والمعنى أن ياتينّكم « مِنِّي هُدىً » فيدخل في الهدى كلّ دلالة وبيان ، فيشمل دليل العقل وكلّ كلام ينزل من اللَّه ، والحقّ انّ المراد من الهدى ، الأنبياء ، فحينئذ المخاطب آدم وذريّته ، اى ان أتاكم رشد وبيان شريعة برسول ابعثه إليكم ، وكتاب أنزله عليكم وجواب الشرط هو الشرط مع جوابه « فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ » اقتدى بشريعتى ، وكرّر لفظ الهدى ولم يأت بالضمير بان يقول فمن تبعه لأنّه أراد بالثاني اعمّ من الأوّل ، وهو ما اتى به الرسل واقتضاه العقل السليم بمتابعة الرسل من الأدلَّة الآفاقيّة والأنفسيّة « فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ » : في الآخرة

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست