responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 139


لأنّه مأمور بالتوبة ، ولا سبيل له إلى القطع بانّه اتى بالتوبة كما لزمه فيكون خائفا ، قال اللَّه تعالى : يَحْذَرُ الآخِرَةَ ويَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّه ، في البحار قال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : الا أخبركم بدائكم ودوائكم ، دائكم الذنوب ، ودوائكم الاستغفار ، لكن اعلم انّ المرض إذا لم يعالج سريعا ، يصعب دفعه عن البدن ولعلّ إذا طال لم يقبل العلاج ، ولا ينفع الدرياق كذلك الذنوب إذا كثرت يمرض الروح ولا يقبل العلاج ويهلك صاحبه وأنت سمعت امر التوبة وقبولها لكن تسامح فيها وتؤخّرها وقد اغتررت برجاء كاذب ، فانّ من رجى شيئا تقدّم اليه لا ان يتأخّر ويقول أنا راج ، فما أشبه حالك بالمدّاح السكران ، نعم كما يحصل للبدن امراض تارئة وتدفعها بالأدوية ، يحصل أيضا من الذنوب للروح امراض فعالجها سريعا كي لا يفسد ، قال أمير المؤمنين عليه السّلام : التوبة اسم جامع لمعان ستّة ، اوّلهنّ الندم على ما مضى ، الثاني ، العزم على الترك في المستقبل ، الثالث ، أداء كلّ فريضة ضيّعتها فيما بينك وبين اللَّه ، الرابع ، أداء المظالم إلى المخلوقين في أموالهم واعراضهم ، الخامس ، إذابة كلّ لحم ودم نبت من الحرام ، السادس ، إذاقة البدن ألم الطاعات ، كما ذاق حلاوة المعصية فانّ هذه التوبة اجمع المسلمون على سقوط العقاب عندها واختلفوا فيما عداها ، وكلّ معصية اللَّه فانّه يحب التوبة منها لكونها قبيحة ، وعند الاماميّة يصحّ التوبة إذا كانت عن ترك المندوب ويكون ذلك على وجه الرجوع إلى فعله وعليهذا يحمل توبة الأنبياء في جميع ما نطق به القرآن ، قال الطبرسي وإسقاط العقاب عند التوبة تفضّل من اللَّه ، غير واجب عليه عندنا ، لكن عند جميع المعتزلة واجب ، وقد وعد اللَّه بذلك ، وان كان تفضّلا ، علمنا انّه لا يخلف الميعاد ، وامّا التوبة عن قبيح مع الإقامة على قبيح أخر يعلم أو يعتقد قبحه ، فعند أكثر المتكلَّمين هي صحيحة ، وعند أبى هاشم وأصحابه لا يصحّ واختلفوا في التوبة عند ظهور اشراط الساعة وعلاماتها هل تصحّ أم لا ، فقال الأكثرون يحجب عنها عند الآيات كما روى عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم انّه قال بادروا بالأعمال ستّا ، طلوع الشمس من مغربها ، والدجّال ، والدخان ، ودابّة الأرض وخويصة أحدكم يعنى الموت ، وامر العامّة يعنى القيامة ، فالعبد لا بدّ وأن يكون مشتغلا بالتوبة في كلّ حين وأوان ، روى انّ رجلا سئل أمير المؤمنين عليّا عليه السّلام عن الرجل يذنب ثمّ يستغفر ، ثمّ يذنب ثمّ يستغفر ، ثمّ يذنب ثمّ يستغفر ، فقال

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست