عليك ، وصرفت آلائي ونعمائي إليك ، وأعدتك إلى مرتبتك من كراماتي ، ووفّرت نصيبك من رحماتي فذلك قوله : فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه انّه هو التوّاب الرحيم انتهى . وقد صحّ بالبرهان والقرآن ، افضليّة وجود محمّد وأوصيائه صلوات اللَّه عليهم وانّهم هم العلَّة الغائية لجميع المخلوقات ، وتقدّم وجودهم في العوالم الستّة من الأنوار والعقول والأرواح والذّر والطينة وهذا العالم الدنيوي قال أمير المؤمنين عليه السّلام انا الَّذى ولايتي ولاية اللَّه ، وقال عليه السّلام : معرفتي بالنورانية معرفة اللَّه ، ومعرفة اللَّه معرفتي ، فهم احقّ بوسائط الفيض من اللَّه على العباد من كلّ خلق خلقه اللَّه تعالى ، فاحتاج آدم عليه السّلام إلى التوسّل بانوارهم فانّ حقائقهم المقدّسة جامعة للمراتب النورانيّة والبشريّة ، واوّل الدرجات الامكانيّة ، وفاق فضلهم فضل العالمين وعن ابن مسعود : انّ احبّ الكلام إلى اللَّه تعالى ، ما قال أبونا آدم عليه السّلام حين اقترف الخطيئة سبحانك اللَّهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك لا اله الَّا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي انّه لا يغفر الذنوب الَّا أنت .
قال الحقّى في روح البيان : وعن النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم انّ آدم قال بحقّ محمّد ان تغفر لي ، قال اللَّه وكيف عرفت محمّدا ، قال لمّا خلقتني ، ونفخت فيّ الروح ، فتحت عيني ، فرأيت على ساق العرش ، لا اله الَّا اللَّه ، محمّد رسول اللَّه ، فعلمت انّه أكرم الخلق عليك حتّى قرنت اسمه باسمك ، فقال اللَّه نعم وغفر له بشفاعته ، أو الكلمات هي قول آدم عليه السّلام عند هبوطه من الجنّة : يا ربّ ألم تخلقني بيدك من غير واسطة ، قال بلى ، قال يا ربّ ألم تسكنّى جنّتك ، قال بلى ، قال ألم تسبق رحمتك غضبك ، قال بلى ، قال أرأيت ان أصلحت ورجعت وتبت ، أراجعني أنت إلى الجنّة ، قال نعم فالكلمات هي العهود الانسانيّة والمواثيق الآدميّة ، والمناجاة الربّانية ، من الخليفة إلى حضرت الحقّ تعالى ، فتاب آدم إلى اللَّه بالرجوع والاعتراف بذنبه وخطاه وسهوه ، وقيل الكلمات : سبحان اللَّه ، والحمد للَّه ولا اله الَّا اللَّه ، واللَّه أكبر .
« فَتابَ عَلَيْه » : اى فرجع الربّ عليه بالرحمة وقبول التوبة « إِنَّه هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ » : اى كثير القبول للتوبة . يقبل مرّة بعد أخرى ، ومعنى فتاب عليه : فتاب عليهما