responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 135


بالجمع ، قال الطبرسي ولم يكن اهباطهما إلى الأرض على وجه العقوبة ، لأنّ الدليل قد دلّ على انّ الأنبياء لا يجوز عليهم القبائح على حال ومن أجاز العقاب على الأنبياء فقد أساء عليهم الثناء ، وأعظم الفرية على اللَّه ، وانّما أهبطه ليكون خليفة اللَّه في ارضه ، وهذه منقبة عظيمة ، وانّ المصلحة قد تغيّرت بتناوله الشجرة ، فاقتضت حكمته ابتلاء آدم بالتكليف والمشقّة ، وسلبه ايّاه من ثياب الجنّة ، لأنّ انعامه عليه بذلك ابتداء كان على وجه التفّضل ، فله ان يمنع ذلك بتشديد الامتحان والبلوى ، وهو تعالى بحسب المصلحة ، يسقم بعد الصّحة ، ويفقر بعد الإغناء ، ويعقّب المحنة بعد المنحة ، وله ان يفعل ما يشاء ، ثمّ انّه تعالى إذا سلبه ثياب النعمة من الجنّة ، ألبسه خلعة الخلافة الالهيّة .
« بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ » يعنى : آدم وذرّيته ، وإبليس وذرّيته ، فعداوة آدم له ايمان ، وعداوة إبليس له كفر ، وقوله بعضكم لبعض عدوّ حال استغنى فيها عن الواو بالضمير ، اى متعادين بعضكم لبعض ، وليس في الآية امر بالتعادى ، بل امر بالهبوط واخبار بحصول العداوة ، وانّما اسّس إبليس العداوة حيث استكبر وحسد آدم ، فالعداوة حصلت بفعله اللعين ، ولو انّ آدم امر بعداوته بعد عداوة إبليس ايّاه ، حيث قال سبحانه « إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوه عَدُوًّا » والعدوّ يصلح للواحد والجمع .
« ولَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ومَتاعٌ إِلى حِينٍ » اى : موضع قرار ، واستمتاع إلى حين ، قيل إلى فناء الآجال ، وحصول الموت ، أو المراد مدّة الحياة ، والقبر ، إلى يوم القيمة . وقوله إلى حين ، ليعلم آدم انّه غير باق فيها ، ولمّا هبطوا وقع آدم بأرض الهند على جبل سرانديب ، ولذلك طابت رائحة أشجار تلك الأودية لما معه من علاقة الجنّة ، ووقعت حوّاء بجدّه ، وبينهما سبعمائة فرسخ ، والحيّة بسجستان أو بأصفهان ، بناء على صحّة الحيّة ، والطاوس بمرج الهند ، وإبليس بسدّ يأجوج ومأجوج فبعد الهبوط ابتلى آدم بالحرث والكسب ، وحوّاء بالحيض والحبل والطلق ونقصان العقل ، وجعل اللَّه قوائم الحيّة في جوفها وجعل قوتها التراب ، وقبح رجلي الطاوس ، وجعل إبليس بأقبح صورة ، وافضح حالة ، وكان مكث آدم وحوّاء في الجنّة ، من وقت الظهر إلى وقت العصر من يوم من ايّام الآخرة ، وكلّ يوم من ايّام الآخرة كألف سنة من ايّام الدنيا .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست