responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 133


قيل استحقاق اللوم بالنهى التنزيهي ، من قبيل حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 36 ] فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيه وقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ولَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ومَتاعٌ إِلى حِينٍ ( 36 ) اى : اذهب آدم وحوّاء ، وأبعدهما عن الجنّة ، والازلال : الازلاق ، والزلَّة بالفتح : الخطاء والزوال عن الصواب وقد حصلت الزلَّة لهما بالوسوسة والغرور وفي كيفيّة وصول إبليس إلى آدم حتّى وسوس لهما بعد ان اخرج من الجنّة ، قيل انّه لم يكن ممنوعا من الدّنو منهما ، بل منع من الدخول على وجه التكرمة كما يدخلها الملائكة ، ولم يمنع من الدخول للوسوسة ، ابتلاء لآدم وحوّاء ، وقيل انّه يكلَّمهما من الأرض بكلام عرفاه وفهماه منه ، وقيل انّه دخل جانب الشدق من الحيّة ، والقول الأوّل اصحّ لأنّه لو يقدر ان يدخل في شدق الحيّة ويدخل في شدق الحيّة ويدخل الجنّة يقدر ان يصير حيّة ، وكذلك الوسوسة كلام خفىّ ، والخطاب من الأرض بحيث سمعاه مناف مع معنى الوسوسة .
« فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيه » : من النعيم والكرامة ، وطريق وسوسته ، بقوله ما نهاكما ربّكما عن هذه الشجرة الَّا ان تكونا ملكين ، أو تكونا من الخالدين فصدّقه هو وزوجته ، وسئل أبو مدين عن خروج آدم من الجنّة على وجه الأرض ، ولم تغذّى بأكل الشجرة بعد النهى ، فقال لو كان أبونا يعلم انّه يخرج من صلبه مثل محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لكان يأكل عرق الشجرة فكيف ثمرها ليسارع في الخروج على وجه الأرض ليظهر الكمال المحمّدى والجمال الأحمدي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
وفي صدور الزلَّة قال جماعة : انّها صدرت عنه ناسيا ، لا عامدا ، واحتجّوا عليه بقوله تعالى « فَنَسِيَ ولَمْ نَجِدْ لَه عَزْماً » ومثّلوه بالصائم ، فيشتغل بأمر يستغرقه ، فيصير ساهيا عن الصوم ، ويأكل في أثناء ذلك السهو ، قال الرازي : وهذا باطل لأنّ قوله تعالى :
ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِه الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ ، وقوله : وقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ، يدلّ على انّه كان ذاكرا حال الاقدام ، ورواية ابن عباس يدلّ على انّ آدم تعمّد لأنّه قال لمّا اكلا منها فبدت لهما سوءاتهما ، خرج آدم ، فتعلَّقت بآدم شجرة من شجر الجنّة فحبسته ، فناداه اللَّه : ا فرار منّى ، فقال : بل حياء منك ، فقال له اما كان فيما

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست