responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 132


أكثر وانّهم يقدرون من التحفّظ على ما لا يقدر عليه غيرهم ، وهذه الأقوال كلَّها سخيفة ، والقول الصحيح والمذهب الحقّ انّه لا يقع منهم الذنب ، لا الكبيرة ولا الصغيرة لا على سبيل القصد ، ولا على سبيل السهو والخطاء ولا على سبيل التأويل ، لأنّه لو صدر الذنب عنهم ، لكانوا اقلّ درجة من الامّة ، الا ترى إلى قوله تعالى « يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ » وبتقدير اقدامه على المعصية والفسق وجب حينئذ ان لا يكون النبىّ مقبول الشهادة لقوله « إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا » لكنّه مقبول الشهادة ، والَّا كان اقلّ حالا من عدول الامّة ، ولا معنى للنبوّة والرسالة ، الَّا انّه يشهد على اللَّه بانّه شرع هذا الحكم وذاك ، وأيضا فهو يوم القيمة شاهد على الكلّ لقوله « لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ويَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً » وأيضا فبتقدير اقدامه على المعصية يجب زجره عنها ، فلم يكن إيذائه محرّما ، لكنّه محرّم لقوله « إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّه ورَسُولَه لَعَنَهُمُ اللَّه فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ » والدليل الأقوى من الكلّ انّ محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لو أتى بالمعصية ، لوجب علينا الاقتداء به فيها لقوله فاتّبعونى ، فيفضى إلى الجمع ، بين الحرمة والوجوب ، وهو محال ، وإذا ثبت ذلك في حقّ محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، ثبت أيضا في سائر الأنبياء ضرورة أنّه لا قائل بالفرق ، ثمّ انّه وقع الاختلاف في وقت العصمة فمنهم من قال انّ وقت عصمتهم ، وقت بلوغهم ، ولم يجوّزوا ارتكاب الكفر والمعصية منهم قبل النبوّة ، وهو قول أكثر المعتزلة ، ومنهم من ذهب إلى انّ ذلك لا يجوز وقت النبوّة وامّا قبل النبوّة فجائز وهو قول أكثر أصحاب السنّة والجماعة ، وهذين القولين فاسد والصحيح انّهم مهذّبون معصومون من وقت مولدهم وهو قول الاماميّة ، وكيف يجوز ان يكون صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم معصوما من حين بعثته ونبوّته ، وامّا قبل ذلك فلا وهو يقول :
كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين ، ولأنّ اللَّه تعالى قال في حقّهم « وإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيارِ » وقال : اللَّه يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا ومِنَ النَّاسِ » فهذه الآيات دالَّة على كونهم موصوفين بالخيريّة والاصطفاء ، وهو تعالى لا يختار من هو شانه المعصية ، ولا يصطفى الَّا الماحض الخير ، وذلك ينافي صدور الذنب انتهى .
« فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ » اى : ان تقربا هذه الشجرة تكونا من الظالمين ،

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست