responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 130


الحديث ، ولو نقله بتمام الحديث استغنى عن التأويل وانّ اللَّه خلق حواء لأمر يقتضيه الحكمة ، ليدفع آدم وحشته بها لكونها من جنسه ، وليبقى الذريّة على ممرّ الأزمان ، إلى ساعة القيام ، فانّ بقائها سبب لبعثه الأنبياء ، وتشريع الشرائع ، ونتيجة الأمر معرفة اللَّه ، وفي الزوجيّة منافع كثيرة دينيّة ودنيويّة واخرويّة ، قيل فضل المتأهّل على العزب كفضل المجاهد على القاعد ، وقالوا انّ يحيى قد تزوّج لنيل الفضل ، وإقامة السنّة ، ولكن لم يجامع لكون ذلك عزيمة في تلك الشريعة ، ولذلك مدحه اللَّه بكونه حصورا .
وفي الحديث ركعة من المتأهّل ، أفضل من سبعين ركعة من عزب قال الحقىّ في روح البيان : هذا كلَّه لكون التزوّج سببا لبقاء النسل ، وحفظا من الزنى ، والترغيب في النكاح يجرى إلى ما يجاوز المائة الأولى من الألف الثاني ، كما قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم إذا اتى على امّتى مائه وثمانون سنة بعد الألف ، فقد حلَّت العزوبة والعزلة ، والترهّب على رؤس الجبال وذلك لأنّ الخلق في المأتين أهل الحرب والقتل فتربية جرد حينئذ خير من تربية ولد وان تلد المرأة حيّة ، خير من أن تلد الولد .
« وكُلا مِنْها » اى : من ثمار الجنّة اكلا « رَغَداً » واسعا رافها من غير تقدير ولا تقتير ، والأمر امر إباحة ، وقيل امر تكليف قاله قتادة .
« حَيْثُ شِئْتُما » : اى مكان من الجنّة أردتما « ولا تَقْرَبا هذِه الشَّجَرَةَ » بالأكل ، والشجرة منصوب على انّه بدل من اسم الإشارة أو نعت له بتأويلها بمشتق : اى هذه الحاضرة من الشجر ، وعلَّق النهى بالقربان منها ، مبالغة في المنع عن الأكل ، ولزوم الاجتناب عنها ، والمراد بها البرّ والسنبلة عن ابن عباس وقيل هي الكرمة عن ابن مسعود ، وقيل هي التينة ، وقيل هي شجرة الكافور ، وقيل غير ذلك ، والمراد بالسنبلة ، الحنطة ، وهو أقرب عند الصوفية ، لأنّ النوع الإنسانىّ ظهر في دور السنبلة وكان عليها من كلّ لون ، وثمرها أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، واشدّ بياضا من الثلج ، كلّ حبّة من حنطتها مثل كلية البقر : وقد جعلها اللَّه رزق أولاده في الدنيا فلمّا تناول هو السنبلة ، ابتلى أولاده بحرث السنبلة .
قال الرازي : قوله ولا تقربا ، انّ هذا نهى تحريم ، أو نهى تنزيه ، فيه خلاف ،

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست