responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 129


بعضهم على انّها لم تكن جنّة الخلد ، فقوله حكاية عن إبليس هل ادلَّك على شجرة الخلد فلو كانت جنّة الخلد لكان آدم عالما بذلك ولم يحتج إلى دلالته ، ولم يخرج منها ، وهذا الكلام ليس بمحكم لأنّ ذلك انّما يكون إذا استقرّ أهل الجنّة فيها للثواب لا يخرج منها ، فامّا قبل ذلك فما ثبت وانّما كان وسوسة إبليس لعلّ من خارج الجنّة من حيث يسمعان كلامه ، واختلفوا في خلقة حواء ، هل كانت قبل دخول الجنّة أو بعده ، ويدلّ على الأوّل ما روى عن أبن عباس انّه بعث اللَّه جندا من الملائكة ، فحملوا آدم وحوّاء على سرير من الذهب مكلَّل بالياقوت واللؤلؤ والزمرّد وعلى آدم منطقة مكلَّلة بالدّر والياقوت حتّى أدخلوهما الجنّة ، ويدلّ على الثاني ما روى عن ابن مسعود : انّه لمّا خلق اللَّه الجنّة واسكن آدم فيها ، بقي فيها وحده ، فالقى اللَّه عليه النوم ، ثم أخذ ضلعا من أضلاعه ، من الجانب الأيسر ، ووضع مكانه لحما ، وخلق منه حوّاء ، ومن الناس من يقول لا يجوز هذا ، لأنّه يكون نقصانا منه ولا يجوز ينقص الأنبياء ، لكن هذا الكلام ليس بشيء لو كان واقعا لأنّه جعلها سكنه ، وأزال بها وحشته وحزنه ، فلمّا استيقظ آدم من نومه ، وجدها عند رأسه قاعدة ، فسألها من أنت ، فقالت انّى امرأة ، فقال ولم خلقت ، قالت لتسكن الىّ ، واسكن إليك ، فقالت الملائكة يا آدم ما اسمها ، قال : حوّاء ، قالوا : ولم ، قال : لأنّها خلقت من حىّ ، أو لأنّها أصل حىّ أو لأنّها كانت في ذقنها حوّة ، اى حمرة مائلة إلى السواد ، وسمّيت مرأة لأنّها خلقت من المرء ، كما انّ آدم سمّى بآدم لأنّه خلق من أديم الأرض ، وعاشت بعد آدم سبع سنين وسبعة أشهر ، وعمرها تسع مائة سنة ، وسبع وتسعون سنة ، واعلم انّ اللَّه خلق واحدا من أصل دون امّ وهو حوّاء ، وآخر من امّ دون أب وهو عيسى ، وآخر من أب وامّ وهو أولاد آدم ، وآخر من غير أب وامّ وهو آدم .
سبحان من اظهر من عجائب صنعه ما يتحيّر العقول ، في كتاب السماء والعالم قال سيّد ابن طاوس وجدت في صحف إدريس من نسخة عتيقة في حديث المشهور ، وهو خلق اللَّه آدم على صورته ما هذا لفظه من حديث طويل وهو فخلق اللَّه آدم على صورته الَّتى صوّرها في اللوح المحفوظ ، قال سيّد بن طاوس : فاسقط بعض المسلمين ، بعض هذا الكلام وقال انّ اللَّه خلق آدم على صورته ، فاعتقد التجسّم ، فاحتاج المسلمون إلى التأويلات في

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست