responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 128


الأسباب وطول الأمل ، وكل رزقك بأسنانك قبل ان تضرس ، وأدر بالحق لسانك قبل ان تخرس ، واستقم قبل ان يصير الطهر حينه والمنية منيّة .
رجعنا إلى التفسير - فلذلك حين زلَّت منه الزّلة دعا اللَّه تعالى بهم فيتوب عليه وغفرت له ، وهذا كان سبب فضيلة آدم على الملك ، وسجودهم ايّاه ، فاعترفوا بالعجز والقصور ، وقالوا سبحانك لا علم لنا الَّا ما علَّمتنا لمّا قد بان لهم من فضل آدم وعلمه وما أودع فيه من الحكمة والأنوار الطَّيبة ، فصغر حالهم عند أنفسهم ، فغرقوا في بحر العجز وفوّضوا العلم إلى اللَّه ، وقالوا انّك أنت العليم الحكيم ، قال الفيض : وانّما لم يعرفوا حقائق الأشياء كلَّها لاختلافها وتباينها وهم وحدانيّة الصفة إذ ليس في جبلَّتهم خلط وتركيب ولهذا لا يفعل كلّ صنف منهم الَّا فعلا واحدا ، فالراكع منهم ، راكع ابدا ، والساجد منهم ساجدا أبدا ، والقائم منهم كذلك ، كما حكى اللَّه عنهم بقوله : وما مِنَّا إِلَّا لَه مَقامٌ مَعْلُومٌ ، ولهذا ليس لهم تنافس وتباغض إلى أمثالهم مثال الحواس ، فانّ البصر لا يزاحم السمع في ادراك الأصوات ، ولا الشّم يزاحمهما ، ولا هما يزاحمان الشّم ، والذوق ، فلا جرم مجبولون على الطاعة ، يسبّحون الليل والنهار لا يفترون ، فكلّ صنف منهم ، مظهر لاسم واحد من الأسماء الالهيّة لا يتعدّاه وفاقهم آدم بمظهريّته الشاملة . انتهى كلامه .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 35 ] وقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما ولا تَقْرَبا هذِه الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ( 35 ) قيل : انّ اللَّه تعالى اخرج إبليس ، عند كفره ، وأبعده عن الجنّة ، وبعد إخراجه قال يا آدم اسكن ، أي لازم الإقامة ، واتخذها سكنا ، واستقرّ الجنّة وزوجك حوّاء ، يقال للمرء الزوج ، والزوجة ، والزوج افصح ، وانّما لم يخاطبها اوّلا تنبيها على انّه المقصود بالحكم والمعطوف عليه تبع له .
« الْجَنَّةَ » هي دار الثواب ، خلافا لبعض المعتزلة حيث قالوا المراد بالجنّة هنا بستان كان في ارض فلسطين : أو بين فارس وكرمان خلقه اللَّه امتحانا لآدم ، واوّلوا الهبوط بالانتقال منه إلى ارض الهند ، كما في قوله تعالى مصرا ، وقال أبو هاشم هي جنّة من جنان السّماء ، غير جنّة الخلد ، لأن جنّة الخلد أكلها دائم ، ولا تكليف فيها ، واستدل

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست