responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 123


يتزكّى لنفسه ، وقال ومن عمل صالحا فلنفسه فمثل هذا الأحمق مثل المريض الَّذى يأمره الطبيب بالدواء والاحتماء ، والمريض يتكاهل في الدواء ولا يحتمي ، ويقول إذا لم اشرب الدواء ولا احتمى لا يترتب على الطبيب ضرّ ، ولا يحصل له نفع ، نعم لا يترتّب على الطبيب امر لكنّك تموت من مرضك وأيضا طائفة أخرى من الحمقاء يتجاوزون من حدود اللَّه معتمدين بقولهم انّ اللَّه كريم رحيم ، هلَّا يقول انّ اللَّه شديد العقاب ، اما يرى انّ الخلق ما دام لا يزرعون ولا يحصدون ، ولا تيعبون ، لا يأكلون فانّ اللَّه كريم ، فلم لا يعطيهم من غير حصاد ، وبذر ، وتعب وأيضا طائفة أخرى من الحمقاء اغترّوا بالتقدير في الأزل ، وعطَّلوا العمل ويقولون السعيد سعيد في بطن امّه والشقىّ شقىّ في بطن امّه فاذن لا يتغيّر الحال بالطاعة والمعصية ، اما سمعوا انّ النّبى صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال اعملوا وكلّ ميسّر لما خلق له ، وكلّ هذه الترهات من حبائل الشيطان ، وطلب الراحة من النفس الخبيثة ، والنفاق ، الكامن في القلب ، قال اللَّه لعيسى ليكن لسانك وقلبك واحدا في السرّ والعلانية ، قال الصادق عليه السّلام قال رسول اللَّه ، ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق ، فاستسلم مخلصا للأمر ، فانّه العلم النافع ، واعمل خالصا ، ودع هذه الفضوليّات والتصرفات فربّ علوم لا تنفع ، واعمال لا ترفع ، ليس لأهلها منها الَّا كدّ القرائح وكدح الجوارح ، وذلك لعدم الخلوص ، لن ينال اللَّه اعطاف تتهافت ، ولا أطراف تتماوت ، وليكن يناله قلب مشفق من النار يتلظَّى ، وشوق إلى الجنّة يتشظَّى وعمل بالخلوص والامتثال مشفوع ، وعن النقائص مدفوع ، والمرء باكبريه ، عمله وإيمانه ، ربّ معروف بالمكارم والمساعى وهو عند اللَّه أهل المكاره والمساوى ، وموصوف بالحلم الراسى والعلم الراسخ وهو منها على أميال وفراسخ ، لأنّه يملأ عينه من زينة الحياة الدنيا ، وتقرّ عينه برؤيتها وإقبالها ، والعبادة فيها حكم ومصالح لا يعلمها الَّا من امر بها ، منها انّها طهرة للقلوب عن احداث الذنوب واشتغال النفس بها عمّا فيه ضرر في الدين والنظم ، وبها يكمل صلاح المعاد ، ومعرفتك لخالقك بالوحدانية ، وبنبيّك بالرسالة ، ووصيّه بالخلافة ، كل هذه نافعة لك ، لأنّ العبد إذا لم يعرف مولاه واسمه ورسمه ، ممّن يطلب رزقه ومسكنه ،

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست