responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 106


فيحيى حتى يسمع خفق نعالهم إذا ولَّوا مدبرين ويقال له : من ربّك ومن نبيّك وما دينك ، ويدل كلمة ، ثم ، التي للتعقيب على انّه لم يرد به حيوة البعث ، فان تلك الحياة يومئذ ، بالرجوع إلي اللَّه ، بالحساب ، بقوله : * ( ثُمَّ إِلَيْه تُرْجَعُونَ ) * .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 29 ] هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( 29 ) : لما استعظم المشركون امر الإعادة ، عرّفهم اللَّه خلق السماوات والأرض ليدلَّهم بذلك على قدرته على الإعادة : اى قدّر خلقها لانتفاعكم بها في دنياكم ودينكم .
وتمسّك بعض الجهلة المتصوفة ، من أهل الإباحة بهذه الآية ، وحملوا اللام في لكم على الإطلاق والإباحة ، وقالوا لا حظر ولا نهى وهذا منهم كفر صريح ، ومخالف لتمام كتب اللَّه ورسله . وقد نهى اللَّه ، وامر وأباح وحظر ووعد ، وأوعد وبشرّ وهدّد والنصوص ظاهرة ، والدلائل متظاهرة ، والاخبار متظافرة ، فمن حمل هذه الآية ، على الإباحة المطلقة ، فقد انسلخ من الدين بالكليّة « ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ » قيل فيه وجوه أحدها وهو الأقرب قصد إلى خلقها ، بإرادته ، ومشيّته ، قصدا سويّا بلا صارف يلويه ولا عاطف يثنيه ، فسوّاها ، وهذا كقول القائل : كان الأمير يدبر امر الشام ، ثمّ استوى إلى الحجاز : اى تحوّل تدبيره إليهم .
وثانيها انّه بمعنى استولى على السماء كما قال لتستووا على ظهورها : اى تقهروه ، فيكون المعنى : ثمّ استوى إلى السماء في تفرّده بملكها ، ولم يجعلها كالأرض ملكا لخلقه .
وثالثها ما روى عن أحمد ابن يحيى ابن تغلب : انّه سئل عن معنى الاستواء في صفة اللَّه ، فقال الاستواء ، الإقبال على الشيء ، يقال فلان كان مقبلا على فلان ثم استوى الىّ يكلمنّى .
أقول : هذا المعنى ، هو المعنى الأوّل الَّذي ذكره الطبرسي وهذا المعنى الثالث ، أيضا ذكره الطبرسي ، مع انّ الإقبال والقصد متساويان ، أو متلازمان ولا يظن ظانّ انّ بين هذه الآية وبين قوله « والأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها » تناقض ، لأنّ الدحو ، البسط .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست