responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 101


ومنها ما في التورية ، من انّ هارون ، امر بصنع العجل ، فمع هذه القبائح ، الَّتى دونوها وسموها ، الإنجيل والتورية ونسبوا الأفعال القبيحة ، إلى الأنبياء ، كيف يكون حال امّة ، ينسبون إلى أنبيائهم ، ما يأنف الفاسق ، المتجاهر من مثل هذه الأمور وليس ذلك الا الإلحاد أو تفسيقا لأهل الوحي واشدّ حمقا من أولئك ، بعض أهل السنّة حيث كتبوا هذه الأكاذيب ، في مصنفاتهم ، واعتقدوها وسموا كتابهم ، بخطيئة الأنبياء والحاصل ان اللَّه سبحانه ، مثّل الأمثال ، في هذه الآيات ، لأن ينبّه بذلك المؤمنين على لطيف صنعه ليقرّوا بوحدانيته ، وكمال قدرته وحكمته ، ليهتدوا .
« فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا » بالقرآن وبمحمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم « فَيَعْلَمُونَ أَنَّه » اى : التمثّل « الْحَقُّ » : الثابت الذي لا يسوغ إنكاره « مِنْ رَبِّهِمْ » فيفكرون ويوقنون ان اللَّه خالق هذه الأشياء فيؤمنون به « وأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا » وهم المشركون واليهود « فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّه بِهذا مَثَلًا » اى : لاعراضهم عن طريق الاستدلال ، وانكارهم ، وجحودهم ماذا أراد اللَّه ، بهذا المثل واي شيء أراد ، بهذا المثل الخسيس ، فلمّا حذف الألف واللام في المثل نصب على الحال ، أو التميز ، فأجابهم اللَّه بقوله : « يُضِلُّ بِه كَثِيراً ويَهْدِي بِه كَثِيراً » فيه وجهان ، قال الفراء انّه حكاية عن قولهم ، ومن بقية كلامهم حيث قالوا ، ماذا أراد اللَّه بهذا مثلا يضلّ به كثيرا ويهدى به كثيرا ثم قال اللَّه : « وما يُضِلُّ بِه إِلَّا الْفاسِقِينَ » وهذا وجه حسن ، استحسنه الطبرسي ، والوجه الاخر ، انه كلامه تعالى وإذا كان كلامه تعالى ، فمعنى قوله يضل به كثيرا ، انّ الكفار يكذّبونه ، وينكرونه ، ويقولون : ليس هو من عند اللَّه ، فيضلَّون بسببه ، فإذا حصل الضلال بسببه ، أضيف اليه ، وكذلك لمّا حصلت الهداية بسببه أضيف ، فمعنى الإضلال ، على هذا ، تشديد الامتحان الذي ، يكون عنده ، الضلال ، لأنّ المحنة ، إذا اشتدت على الممتحن ، فضلّ عندها ، سميت اضلالا ، وإذا سهلت ، فاهتدى عندها ، سميت هداية ، وحاصل المعنى : ان اللَّه يمتحن بهذه الأمثال ، عباده ، فيضل بها ، قوم كثير ، لإنكارهم ويهدى بها ، قوم كثير ، لقبولهم ومثله قوله تعالى : رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ ،

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست