responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 85


معناه المصدق أي : يصدق الموحدين على توحيدهم إياه ، يدل عليه قوله ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) لأن الشاهد مصدق لما يشهد به ، كما أنه مصدق من يشهد له ، فإذا شهد بالتوحيد فقد صدق الموحدين .
وأما الغيب فهو كلما غاب عنك ولم تشهده . وقوله ( بالغيب ) كأنه إجمال لما فصل في قوله : ( كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) أي : يؤمنون بما كفر به الكفار من وحدانية الله ، وإنزال كتبه ، وإرسال رسله ، فكل هذا غيب . فعلى هذا يكون الجار والمجرور في موضع نصب بأنه مفعول به . وفيه وجه آخر ، وهو أن يكون أراد يؤمنون إذا غابوا عنكم ، ولم يكونوا كالمنافقين . ومثله قوله : ( وخشي الرحمن بالغيب ) . فعلى هذا يكون الجار والمجرور في موضع الحال أي : يؤمنون غائبين عن مراءاة الناس لا يريدون بإيمانهم تصنعا لأحد ، ولكن يخلصونه لله ، ويقيمون الصلاة يؤدونها بحدودها وفرائضها ، يقال أقام القوم سوقهم : إذا لم يعطلوها من البيع والشراء ، وقال الشاعر :
أقامت غزالة سوق الضراب * لأهل العراقين حولا قميطا وقال أبو مسلم : يقيمون الصلاة أي : يديمون أداء فرائضها ، يقال للشئ الراتب : قائم ، ويقال : فلان يقيم أرزاق الجند ، والصلاة في اللغة : الدعاء ، قال الأعشى :
وأقبلها [1] الريح في ظلها * وصلى على دنها ، وارتسم أي : دعا لها . ومنه الحديث : " إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب وإن كان صائما فليصل " أي : فليدع له بالبركة والخير . وقيل : أصله رفع الصلا في الركوع ، وهو عظم في العجز . وقوله : ( ومما رزقناهم ينفقون ) : ما هذه حرف موصول .
و ( رزقناهم ) : صلته . وهما جميعا بمعنى المصدر ، تقديره : ومن رزقنا إياهم ينفقون ، أو اسم موصول ورزقناهم صلته ، والعائد من الصلة إلى الموصول محذوف ، والتقدير : ومن الذي رزقناهموه ينفقون ، فيكون ما رزقناهم في موضع جر بمن ، والجار والمجرور في موضع نصب بأنه مفعول ينفقون . والرزق : هو العطاء الجاري ، وهو نقيض الحرمان . والانفاق : اخراج المال ، يقال : أنفق ماله أي :



[1] في ( لسان العرب ) و ( تفسير الطبري ) : ( وقابلها ) ولعله الأصح .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست