نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 84
الذين : موصول ، ويؤمنون صلته ، ويحتمل أن يكون محله نصبا وجرا ورفعا . فالنصب على المدح تقديره أعني الذين يؤمنون . وأما الجر فعلى أنه صفة للمتقين . وأما الرفع فعلى المدح أيضا ، كأنه لما قيل هدى للمتقين ، قيل : من هم ؟ قيل : هم الذين يؤمنون بالغيب ، فيكون خبر مبتدأ محذوف . ويؤمنون : معناه يصدقون والواو في موضع الرفع بكونه ضمير الفاعلين . والنون علامة الرفع . والأصل في يفعل : يؤفعل ، ولكن الهمزة حذفت ، لأنك إذا أنبأت عن نفسك ، قلت أنا أفعل . فكانت تجتمع همزتان ، فاستثقلتا ، فحذفت الهمزة الثانية ، فقيل : أفعل . ثم حذفت من الصيغ الاخر نفعل وتفعل ويفعل ، كما أن باب يعد حذفت منه الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ، إذ الأصل يوعد . ثم حذفت في تعد وأعد ونعد ، ليجري الباب على سنن واحد . قال الأزهري : اتفق العلماء على أن الإيمان هو التصديق ، قال الله تعالى : ( وما أنت بمؤمن لنا ) أي : ما أنت بمصدق لنا . قال أبو زيد : وقالوا ما أمنت أن أجد صحابة أي : ما وثقت . فالإيمان : هو الثقة والتصديق ، قال الله تعالى : ( الذين آمنوا بآياتنا ) أي : صدقوا ووثقوا بها . وقال الشاعر أنشده ابن الأنباري : ومن قبل آمنا ، وقد كان قومنا * يصلون للأوثان قبل محمدا ومعناه آمنا محمدا أي : صدقناه . ويجوز أن يكون آمن من قياس فعلته فأفعل ، تقول أمنته فأمن ، مثل كببته فأكب . والأمن : خلاف الخوف . والأمانة : خلاف الخيانة . والأمون : الناقة القوية ، كأنها يؤمن عثارها وكلالها . ويجوز أن يكون آمن بمعنى صار ذا أمن على نفسه بإظهار التصديق نحو : أجرب وأعاه وأصح وأسلم : صار ذا سلم أي : خرج عن أن يكون جربا . هذا في أصل اللغة . أما في الشريعة فالإيمان هو التصديق بكل ما يلزم التصديق به من الله تعالى وأنبيائه ، وملائكته ، وكتبه ، والبعث والنشور ، والجنة والنار . وأما قولنا في وصف القديم تعالى المؤمن : فإنه يحتمل تأويلين أحدهما : أن يكون من آمنت المتعدي إلى مفعول ، فنقل بالهمزة فتعدى إلى مفعولين ، فصار من أمن زيد العذاب ، وآمنته العذاب ، فمعناه : المؤمن عذابه من لا يستحقه من أوليائه . ومن هذا وصفه سبحانه بالعدل كقوله ( قائما بالقسط ) ، وهذا الوجه مروي في أخبارنا . والآخر : أن يكون
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 84