responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 86


أخرجه عن ملكه . ونفقت الدابة : إذا خرج روحها . والنافقاء : جحر اليربوع ، لأنه يخرج منها . ومنه النفاق ، لأن المنافق يخرج إلى المؤمن بالإيمان ، وإلى الكافر بالكفر .
المعنى : لما وصف القرآن بأنه هدى للمتقين ، بين صفة المتقين ، فقال : ( الذين يؤمنون بالغيب ) أي : يصدقون بجميع ما أوجبه الله تعالى ، أو ندب إليه ، أو أباحه . وقيل : يصدقون بالقيامة والجنة والنار ، عن الحسن .
وقيل : بما جاء من عند الله ، عن ابن عباس . وقيل : بما غاب عن العباد علمه ، عن ابن مسعود ، وجماعة من الصحابة . وهذا أولى لعمومه ، ويدخل فيه ما رواه أصحابنا من زمان غيبة المهدي عليه السلام ، ووقت خروجه . وقيل : الغيب هو القرآن ، عن زر بن حبيش . وقال الرماني : الغيب خفاء الشئ عن الحس قرب أو بعد ، إلا أنه كثرت صفة غائب على البعيد الذي لا يظهر للحس . وقال البلخي :
الغيب كل ما أدرك بالدلائل والآيات ، مما يلزم معرفته . وقالت المعتزلة بأجمعها :
الإيمان هو فعل الطاعة . ثم اختلفوا ، فمنهم من اعتبر الفرائض والنوافل ، ومنهم من اعتبر الفرائض حسب واعتبروا اجتناب الكبائر كلها . وقد روى الخاص والعام ، عن علي بن موسى الرضا عليه السلام : إن الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان ، والعمل بالأركان . وقد روي ذلك على لفظ آخر عنه أيضا : الإيمان قول مقول ، وعمل معمول ، وعرفان بالعقول ، واتباع الرسول . وأقول : إن أصل الإيمان هو المعرفة بالله وبرسله ، وبجميع ما جاءت به رسله . وكل عارف بشئ فهو مصدق به ، يدل عليه هذه الآية ، فإنه تعالى لما ذكر الإيمان ، علقه بالغيب ، ليعلم أنه تصديق للمخبر به من الغيب على معرفة وثقة . ثم أفرده بالذكر عن سائر الطاعات البدنية والمالية ، وعطفهما عليه ، فقال ( ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) والشئ لا يعطف على نفسه ، وإنما يعطف على غيره ، ويدل عليه أيضا أنه تعالى حيث ذكر الإيمان ، أضافه إلى القلب ، فقال : ( وقلبه مطمئن بالإيمان ) ، وقال : ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ) وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : الإيمان سر ، وأشار إلى صدره ، والإسلام علانية . وقد يسمى الإقرار إيمانا كما يسمى تصديقا ، إلا أنه متى صدر عن شك أو جهل ، كان إيمانا لفظيا لا حقيقيا . وقد تسمى أعمال الجوارح أيضا إيمانا استعارة وتلويحا ، كما تسمى تصديقا كذلك ، فيقال : فلان تصدق أفعاله مقاله ، ولا خير في قول لا يصدقه الفعل . والفعل ليس بتصديق حقيقي باتفاق أهل اللغة ، وإنما

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست