نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 77
القرآن والغوا فيه ) الآية . فربما صفروا ، وربما صفقوا ، وربما لغطوا ليغلطوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الحروف حتى إذا سمعوا شيئا غريبا ، استمعوا إليه ، وتفكروا واشتغلوا عن تغليطه ، فيقع القرآن في مسامعهم ، ويكون ذلك سببا موصلا لهم إلى درك منافعهم وعاشرها : إن المراد بها أن هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في خطبكم وكلامكم ، فإذا لم تقدروا عليه ، فاعلموا أنه من عند الله ، لأن العادة لم تجر بأن الناس يتفاوتون في القدر هذا التفاوت العظيم . وإنما كررت في مواضع استظهارا في الحجة ، وهو المحكي عن قطرب ، واختاره أبو مسلم محمد بن بحر الإصفهاني . اللغة : أجود هذه الأقوال القول الأول المحكي عن الحسن ، لأن أسماء الأعلام منقولة إلى التسمية عن أصولها للتفرقة بين المسميات ، فتكون حروف المعجم منقولة إلى التسمية ، ولهذا في أسماء العرب نظير قالوا [1] أوس بن حارثة بن لام الطائي . ولا خلاف بين النحويين أنه يجوز أن يسمى بحروف المعجم ، كما يجوز أن يسمى بالجمل نحو تأبط شرا وبرق نحره . وكل كلمة لم تكن على معنى الأصل ، فهي منقولة إلى التسمية للفرق نحو جعفر إذا لم يرد به معنى النهر لم يكن إلا منقولا إلى العلمية ، وكذلك أشباهه . ولو سميت بألم لحكيت جميع ذلك . وأما قول ابن عباس إنه اختصار من أسماء يعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم تمامها ، فنحوه قول الشاعر [2] : نادوهم أن ألجموا ألاتا * قالوا جميعا كلهم ألافا يريد ألا تركبون قالوا ألا فاركبوا ، وقول الآخر : قلنا لها : قفي . قالت : قاف * لا تحسبي أنا نسينا الايجاف يريد : قالت أنا واقفة . الاعراب : أما موضع ( ألم ) من الإعراب فمختلف على حسب اختلاف هذه المذاهب ، أما على مذهب الحسن فموضعها رفع على اضمار مبتدأ
[1] في بعض النسخ : قال . وفي ( مختصر مجمع البيان ) ما نصه : " وسمي في العرب لام الطائي " والمناسب كذلك هنا أن تكون : قالوا . [2] وهو أبو النجم العجلي .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 77