نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 78
محذوف ، كأنه قال هذه ألم . وأجاز الرماني أن يكون ( ألم ) مبتدأ ، و ( ذلك الكتاب ) خبره ، وتقديره حروف المعجم ذلك الكتاب . وهذا فيه بعد ، لأن حكم المبتدأ أن يكون هو الخبر في المعنى . ولم يكن الكتاب هو حروف المعجم . ويجوز أن يكون ( ألم ) في موضع نصب على إضمار فعل تقديره أتل ألم . وأما على مذهب من جعلها قسما فموضعها نصب بإضمار فعل لأن حرف القسم إذا حذف يصل الفعل إلى المقسم به فينصبه ، فإن معنى قولك بالله : أقسم بالله ، ثم حذفت أقسم فبقي بالله فلو حذفت الباء ، لقلت الله لأفعلن . وأما على مذهب من جعل هذه الحروف اختصارا من كلام ، أو حروفا مقطعة ، فلا موضع لها من الإعراب ، لأنها بمنزلة قولك زيد قائم في أن موضعه لاحظ له في الاعراب ، وإنما يكون للجملة موضع إذا وقعت موقع الفرد ، كقولك : زيد أبوه قائم ، وإن زيدا أبوه قائم ، لأنه بمنزلة قولك : زيد قائم ، وإن زيدا قائم . وهذه الحروف موقوفة على الحكاية ، كما يفعل بحروف التهجي ، لأنها مبنية على السكت ، كما أن العدد مبني على السكت ، يدل على ذلك جمعك بين ساكنين في قولك لام ميم ، وتقول في العدد واحد اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، فتقطع ألف اثنين ، وألف اثنين ألف وصل ، وتذكر الهاء في ثلاثة وأربعة . ولولا أنك تقدر السكت لقلت ثلاثة بالتاء ، ويدل عليه قول الشاعر [1] : أقبلت من عند زياد كالخرف * تخط رجلاي بخط مختلف تكتبان في الطريق لام ألف كأنه قال لام ألف ، ولكنه ألقى حركة همزة الألف على الميم ففتحها . وإذا أخبرت عن حروف الهجاء ، أو أسماء الأعداد أعربتها ، لأنك أدخلتها بالاخبار عنها في جملة الأسماء المتمكنة ، وأخرجتها بذلك من حيز الأصوات ، كما قال الشاعر : ( كما بينت كاف تلوح وميمها ) وقال آخر : إذا اجتمعوا على ألف ، وباء ، * وواو ، هاج بينهم جدال وتقول : هذا كاف حسن ، وهذه كاف حسنة . من ذكره فعلى معنى الحرف . ومن أنثه فعلى معنى الكلمة .