responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 76


منقطع من غيره ، والله عز وجل باين بجميع صفاته من خلقه ومعناه من الألفة ، فكما أن الله عز وجل سبب إلفة الخلق ، فكذلك الألف عليه تألفت الحروف ، وهو سبب إلفتها وثالثها : إنها أسماء الله تعالى منقطعة ، لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم ، تقول : الر ، وحم ، ون : فيكون الرحمن ، وكذلك سائرها ، إلا أنا لا نقدر على وصلها ، والجمع بينها ، عن سعيد بن جبير . ورابعها : إنها أسماء القرآن ، عن قتادة وخامسها : إنها أقسام أقسم الله تعالى بها ، وهي من أسمائه ، عن ابن عباس ، وعكرمة . قال الأخفش : وإنما أقسم الله تعالى بالحروف المعجمة لشرفها وفضلها ، ولأنها مباني كتبه المنزلة بالألسنة المختلفة ، وأسمائه الحسنى ، وصفاته العليا ، وأصول كلام الأمم كلها ، بها يتعارفون . ويذكرون الله عز اسمه ، ويوحدونه ، فكأنه هو أقسم بهذه الحروف أن القرآن كتابه وكلامه وسادسها : إن كل حرف منها مفتاح اسم من أسماء الله تعالى ، وليس فيها حرف إلا وهو في آلائه وبلائه ، وليس فيها حرف إلا وهو في مدة قوم وآجال آخرين ، عن أبي العالية . وقد ورد أيضا مثل ذلك في أخبارنا وسابعها : إن المراد بها مدة بقاء هذه الأمة ، عن مقاتل بن سليمان ، قال مقاتل : حسبنا هذه الحروف التي في أوائل السور بإسقاط المكرر ، فبلغت سبع مائة وأربعا وأربعين سنة ، وهي بقية مدة هذه الأمة .
قال علي بن فضال المجاشعي النحوي : وحسبت هذه الحروف التي ذكرها مقاتل ، فبلغت ثلاثة آلاف وخمسا وستين ، فحذفت المكررات فبقي ستمائة وثلاث وتسعون والله أعلم بما فيها ، وأقول : قد حسبتها أنا أيضا ، فوجدتها كذلك . ويروى أن اليهود لما سمعوا ( ألم ) قالوا : مدة ملك محمد صلى الله عليه وآله وسلم قصيرة ، إنما تبلغ إحدى وسبعين سنة . فلما نزلت الر ، المر ، والمص ، وكهيعص اتسع عليهم الأمر . هذه أقوال أهل التفسير وثامنها : إن المراد بها حروف المعجم ، استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور ، عن ذكر بواقيها التي هي تمام الثمانية والعشرين حرفا ، كما يستغنى بذكر قفا نبك عن ذكر باقي القصيدة ، وكما يقال أب في أبجد وفي أ ب ت ث ، ولم يذكروا باقي الحروف . قال الراجز :
لما رأيت أنها في حطي * أخذت منها بقرون شمط وإنما أراد الخبر عن المرأة بأنها في أبجد فأقام قوله حطي مقامه لدلالة الكلام عليه . وتاسعها : إنها تسكيت للكفار ، لأن المشركين كانوا تواصوا فيما بينهم أن لا يستمعوا لهذا القرآن ، وأن يلغوا فيه ، كما ورد به التنزيل من قوله ( لا تسمعوا لهذا

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست