responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 52


ولذلك لا يسمى به غيره . ويوصف فيما لم يزل بأنه آله ( ومنها ) : إنه مشتق من الوله : وهو التحير ، يقال : آله يأله إذا تحير - عن أبي عمرو - فمعناه : إنه الذي تتحير العقول في كنه عظمته ( ومنها ) : إنه مشتق من قولهم ألهت إلى فلان أي :
فزعت إليه ، لأن الخلق يألهون إليه أي : يفزعون إليه في حوائجهم . فقيل للمألوه :
آله ، كما يقال للمؤتم به : إمام . ( ومنها ) : إنه مشتق من ألهت إليه أي : سكنت إليه ، عن المبرد ، ومعناه : إن الخلق يسكنون إلى ذكره . ( ومنها ) : إنه من لاه أي :
احتجب ، فمعناه : إنه المحتجب بالكيفية عن الأوهام ، الظاهر بالدلائل والأعلام ، ( الرحمن الرحيم ) اسمان وضعا للمبالغة ، واشتقا من الرحمة ، وهي النعمة ، إلا أن فعلان أشد مبالغة من فعيل . وحكي عن أبي عبيدة أنه قال : الرحمن : ذو الرحمة ، والرحيم : هو الراحم ، وكرر لضرب من التأكيد . واما ما روي عن ابن عباس أنهما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر ، فالرحمن الرقيق ، والرحيم العطاف على عباده بالرزق والنعم ، فمحمول على أنه يعود عليهم بالفضل بعد الفضل ، والنعمة بعد النعمة ، فعبر عن ذلك بالرقة ، لأنه لا يوصف بالرقة ، وما حكي عن تغلب أن لفظة الرحمن ليست بعربية ، وإنما هي ببعض اللغات مستدلا بقوله تعالى ( قالوا وما الرحمن ) إنكارا منهم لهذا الاسم ، فليس بصحيح لأن هذه اللفظة مشهورة عند العرب موجودة في أشعارها ، قال الشنفري :
ألا ضربت تلك الفتاة هجينها * ألا قضب الرحمن ربي يمينها وقال سلامة بن جندل : " وما يشأ الرحمن يعقد ويطلق " .
الاعراب : ( بسم الله ) الباء حرف جر أصله الإلصاق ، والحروف الجارة موضوعة لمعنى المفعولية ، ألا ترى أنها توصل الأفعال إلى الأسماء ، وتوقعها عليها ، فإذا قلت : مررت بزيد ، أوقعت الباء المرور على زيد ، فالجالب للباء فعل محذوف نحو : إبدأوا بسم الله ، أو قولوا : بسم الله ، فمحله نصب لأنه مفعول به ، وإنما حذف الفعل الناصب ، لأن دلالة الحال أغنت عن ذكره .
وقيل : إن محل الباء رفع على تقدير مبتدأ محذوف ، وتقديره : ابتدائي بسم الله ، فالباء على هذا متعلقة بالخبر المحذوف الذي قامت مقامه أي : ابتدائي ثابت بسم الله ، أو ثبت . ثم حذف هذا الخبر فأفضى الضمير إلى موضع الباء ، وهذا بمنزلة قولك : زيد في الدار ، ولا يجوز أن يتعلق الباء بابتدائي

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست