responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 53


المضمر ، لأنه مصدر ، وإذا تعلقت به صارت من صلته ، وبقي المبتدأ بلا خبر .
وإذا سأل عن تحريك الباء مع أن أصل الحروف البناء ، وأصل البناء السكون ، فجوابه : إنه حرك للزوم الابتداء به ، ولا يمكن الابتداء بالساكن ، وإنما حرك بالكسر ليكون حركته من جنس ما يحدثه ، وإذا لزم كاف التشبيه في كزيد ، فجوابه : إن الكاف لا يلزم الحرفية ، وقد تكون اسما في نحو قوله : " يضحكن عن كالبرد المنهم " ، فخولف بينه وبين الحروف التي لا تفارق الحرفية ، وهذا قول أبي عمرو الجرمي وأصحابه . فأما أبو علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي ، فقال : إنهم لو فتحوا أو ضموا لجاز ، لأن الغرض التوصل إلى الابتداء ، فبأي حركة توصل إليه جاز ، وبعض العرب يفتح هذه الباء ، وهي لغة ضعيفة ، وإنما حذفت الهمزة من بسم الله في اللفظ ، لأنها همزة الوصل تسقط في الدرج ، وحذفت هاهنا في الخط أيضا لكثرة الاستعمال ، ولوقوعها في موضع معلوم لا يخاف فيه اللبس ، ولا تحذف في نحو قوله ( اقرأ باسم ربك ) لقلة الاستعمال ، وإنما تغلظ لام الله إذا تقدمته الضمة ، أو الفتحة تفخيما لذكره ، وإجلالا لقدره ، وليكون فرقا بينه وبين ذكر اللات . ( الله ) مجرور بالإضافة ، و ( الرحمن الرحيم ) مجروران لأنهما صفتان لله .
المعنى : ( بسم الله ) قيل : المراد به تضمين الاستعانة فتقديره : استعينوا بأن تسموا الله بأسمائه الحسنى ، وتصفوه بصفاته العليا ، وقيل : المراد استعينوا بالله . ويلتفت إليه قول أبي عبيدة : إن الاسم صلة ، والمراد هو الله كقول لبيد :
إلى الحول ، ثم اسم السلام عليكما ، * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر أي ثم السلام عليكما . والاسم قد يوضع موضع المسمى لما كان المعلق على الاسم ذكرا أو خطابا معلقا على المسمى ، تقول : رأيت زيدا ، فتعلق الرؤية على الاسم وفي الحقيقة تعلقها بالمسمى ، فإن الاسم لا يرى فحسن إقامة الاسم مقام المسمى . وقيل : المراد به ابتدئ بتسمية الله فوضع الاسم موضع المصدر كما يقال أكرمته كرامة أي : إكراما ، وأهنته هوانا أي : إهانة ، ومنه قول الشاعر [1] :



[1] قائله : القطامي واسمه عمير بن يشيم .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست