نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 485
غيوث الحيا في كل محل ، ولزبة ، * أسود الشرى يحمين كل عرين [1] ومما نصب على الذم : سقوني الخمر ثم تكنفوني * عداة الله من كذب وزور وشئ آخر وهو أن هذا الموضع من مواضع الإطناب في الوصف ، وإذا خولف بإعراب الألفاظ كان أشد وأوقع فيما يعن ويعترض ، لصيرورة الكلام ، وكونه بذلك ضروبا وجملا ، وكونه في الإجراء على الأول وجها واحدا ، وجملة واحدة . فلذلك سبق قول سيبويه في قوله ( والمقيمين الصلاة ) ، وأنه محمول على المدح قول من قال إنه محمول على قوله ( بما أنزل إليك ) وب ( المقيمين الصلاة ) ، وإن كان هذا غير ممتنع . وقال بعض النحويين : إن الصابرين معطوف على ذوي القربى . قال الزجاج : وهذا لا يصلح إلا أن تكون ( والموفون ) رفعا على المدح للضميرين ، لأن ما في الصلة لا يعطف عليه بعد المعطوف على الموصول . قال أبو علي : لا وجه لهذا القول ، لأن ( والصابرين ) لا يجوز حمله على ( وآتى المال على حبه ) سواء كان قوله ( والموفون بعهدهم ) عطفا على الموصول أو مدحا ، لأن الفصل بين الصلة يقع به إذا كان مدحا ، كما يقع به إذا كان مفردا معطوفا على الموصول ، بل الفصل بينهما بالمدح أشنع ، لكون المدح جملة ، والجمل ينبغي أن تكون في الفصل أشنع وأقبح بحسب زيادتها على المفرد ، وإن كان الجميع من ذلك ممتنعا . النزول والنظم : لما حولت القبلة ، وكثر الخوض في نسخها ، وصار كأنه لا يراعى بطاعة الله إلا التوجه للصلاة ، وأكثر اليهود والنصارى ذكرها ، أنزل الله سبحانه هذه الآية ، عن أبي القاسم البلخي ، وعن قتادة أنها نزلت في اليهود . المعنى : ( ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ) بين سبحانه أن البر كله ليس في الصلاة ، فإن الصلاة إنما أمر بها لكونها مصلحة في الإيمان ، وصارفة عن الفساد ، وكذلك العبادات الشرعية ، إنما أمر بها لما فيها من الألطاف والمصالح الدينية ، وذلك يختلف بالأزمان والأوقات ، فقال : ليس البر كله في التوجه إلى الصلاة ، حتى يضاف إلى ذلك غيره من الطاعات التي أمر الله بها ، عن ابن عباس ومجاهد ، واختاره أبو مسلم . وقيل : معناه ليس البر ما عليه النصارى من التوجه إلى المشرق ، ولا ما عليه اليهود من التوجه إلى