نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 484
تظل جيادهم نوحا عليهم * مقلدة أعنتها صفونا [1] أي : نائحة . وثانيها : إن المعنى : ولكن ذا البر من آمن بالله ، فحذف المضاف من الخبر ، وأقام المضاف إليه مقامه ، كقول الشاعر : وكيف تواصل من أصبحت * خلالته كأبي مرحب وكقول النابغة : وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي * على وعل في ذي المطارة عاقل أي : على مخافة وعل ومثله قوله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) . ثم قال : ( كمن آمن ) أي : كإيمان من آمن . وقوله : ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) في رفعه قولان : أحدهما : أن يكون مرفوعا على المدح ، لأن النعت إذا طال وكثر رفع بعضه ، ونصب على المدح . والمعنى : وهم الموفون . والآخر : أن يكون معطوفا على من آمن ، والمعنى : ولكن ذا البر ، أو ذوي البر المؤمنون والموفون بعهدهم . وأما قوله : ( والصابرين ) : فمنصوب على المدح أيضا ، لأن مذهبهم في الصفات والنعوت إذا طالت أن يعترضوا بينها بالمدح أو الذم ، ليميزوا الممدوح أو المذموم ، وتقديره أعني الصابرين . قال أبو علي : والأحسن في هذه الأوصاف التي تقطعت للرفع من موصوفها والمدح أو الغض منهم والذم ، أن يخالف بإعرابها ، ولا تجعل كلها جارية على موصوفها ، ليكون ذلك دلالة على هذا المعنى وانفصالا لما يذكر للتنويه والتنبيه ، أو النقص والغض مما يذكر للتخليص والتمييز بين الموصوفين المشتبهين في الاسم ، المختلفين في المعنى ، ومن ذلك قول الشاعر أنشده الفراء : إلى الملك القرم ، وابن الهمام ، * وليث الكتيبة في المزدحم وذا الرأي حين تغم الأمور * بذات الصليل ، وذات اللجم [2] فنصب ليث الكتيبة وذا الرأي على المدح ، وأنشد أيضا : فليت التي فيها النجوم تواضعت * على كل غث منهم ، وسمين
[1] فرس جواد : سريع والجمع جياد . الأعنة : جمع العنان . الصافن من الخيل : القائم على ثلاث قوائم والجمع صفون . [2] ذات الصليل وذات اللجم : الخيل .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 484