نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 483
المسكين والفقير أيهما أشد أحوالا ، فقال جماعة : المسكين : الذي لا شئ له ، والفقير الذي له ما لا يكفيه ، وهو قول يونس وابن دريد وقول أبي حنيفة . وقال آخرون : الفقير الذي لا شئ له ، والمسكين : من له شئ يسير ، وهو قول الشافعي . والسبيل : الطريق وابن السبيل : هو المنقطع به إذا كان في سفره محتاجا ، وإن كان في بلده ذا يسار ، وهو من أهل الزكاة . وقيل : إنه الضيف ، عن قتادة . وإنما قيل للمسافر ابن الطريق : للزومه الطريق ، كما قيل للطير ابن الماء . قال ذو الرمة : وردت اعتسافا ، والثريا كأنها * على قمة الرأس ، ابن ماء محلق [1] والرقاب : جمع رقبة ، وهي أصل العنق ، ويعبر به عن جميع البدن ، يقال : أعتق الله رقبته ، ومنه قوله ( فتحرير رقبة ) . والبأساء والبؤس : الفقر . والضراء : السقم والوجع . وهما مصدران بنيا على فعلاء ، وليس لهما أفعل ، لأن أفعل وفعلاء في الصفات والنعوت ، ولم يأتيا في الأسماء التي ليست بنعوت . الاعراب : من نصب البر جعل ( أن ) مع صلتها اسم ليس أي : ليس توليتكم وجوهكم البر كله . ومن رفع البر فالمعنى ليس البر كله توليتكم . وكلا المذهبين حسن ، لأن كل واحد من اسم ليس وخبرها معرفة ، فإذا اجتمعا في التعريف تكافأ في كون أحدهما اسما والآخر خبرا . كما تتكافأ النكرتان . وقد ذكرنا الوجه في ترجيح أحد المذهبين على الآخر ، ولكن البر إذا شددت لكن نصبت البر ، وإذا خففت رفعت البر . وكسرت النون مع التخفيف لالتقاء الساكنين . وأما الإخبار عن البر بمن آمن ففيه وجوه ثلاثة أحدها : أن يكون البر بمعنى البار ، فجعل المصدر في موضع اسم الفاعل ، كما يقال ماء غور أي : غائر ، ورجل صوم أي : صائم ، ومثله قول الخنساء : ترتع ما رنعت ، حتى إذا ادكرت ، * فإنما هي إقبال ، وإدبار أي : إنها مقبلة ومدبرة ، ومثله :
[1] الاعتساف : السير على غير طريق . والمحلق : المرتفع في الهواء جدا .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 483