نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 294
الحلم والحلم ، والعنق والعنق ، وأيدناه ، إنما كانت القراءة المشهورة فيه فعلناه ، لما يعرض من تصحيح العين ، مخافة توالي إعلالين في ( آيدناه ) على أفعلناه . ومعنى هذا أنه لو أعلت عينه كما يجب إعلال عين أفعلت من الأجوف كأقمت وأبعت ، لتتابع فيه إعلالان ، لأن أصل آيدت : أأيدت ، كما أن أصل آمن : ءأمن ، فانقلبت الهمزة الثانية ألفا لاجتماع همزتين في كلمة واحدة ، والأولى منهما مفتوحة ، والثانية ساكنة ، وكان يجب أيضا أن تلقى حركة العين على الفاء ، وتحذف العين كما ألقيت حركة الواو من أقومت على القاف قبلها ، فصار أقمت ، وكان يجب على هذا أن تقلب الفاء هنا واوا ، لأنها قد تحركت وانفتح ما قبلها . ولا بد من قلبها لوقوع الهمزة الأولى قبلها ، كما قلبت في تكسير آدم أوادم ، فكان يجب أن تقول أودته كأقمته ، فتحذف العين كما ترى ، وتقلب الفاء التي هي في الأصل همزة واوا ، فيعتل الفاء والعين جميعا . وإذا كان يؤدي القياس إلى هذا رفض وكثر فيه فعلت ، ليؤمن الإعلالان ، وجاء أيدت قليلا شاذا على الأصل . وإذا كانوا قد أخرجوا عين أفعلت ، وهي حرف علة على الصحة ، في نحو قوله [1] : صددت فأطولت الصدود ، وقلما * وضال على طول الصدود يدوم وأعوز القوم ، وأغيمت السماء . ولو أعلت لم يخف فيه توالي إعلالين ، كان خروج أيدت على الصحة ، لئلا يجتمع إعلالان أولى وأحرى . اللغة : قفينا أي : أردفنا وأتبعنا بعضهم خلف بعض ، وأصله من القفا . يقال : قفوت فلانا : إذا صرت خلف قفاه ، كما يقال دبرته . قال امرؤ القيس : وقفى على آثارهن بحاصب ، * وغيبة شؤبوب من الشد ملهب [2] والرسل : جمع رسول ، كالصبر والشكر في جمع صبور وشكور . وأيدناه : قويناه من الأيد والآد ، وهما القوة ، ومثلهما في البناء على فعل وفعل : الذيم والذام ، والعيب والعاب . قال العجاج : ( من أن تبدلت بآدي آدا ) أي : بقوة شبابي قوة الشيب . والقدس : الطهر . والتقديس : التطهير . وقولنا في صفة الله تعالى القدوس أي : الطاهر المنزه عن أن يكون له ولد ، أو يكون في فعله وحكمه ما ليس