نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 293
أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة . . .
ولقد آتينا موسى الكتاب . . .
بالبعض مع الكفر بالبعض الآخر . وفي هذه الآية تسلية لنبينا عليه السلام في ترك قبول اليهود قوله ، وانحيازهم عن الإيمان به ، فكأنه يقول : كيف يقبلون قولك ، ويسلمون لأمرك ، ويؤمنون بك ، وهم لا يعملون بكتابهم مع إقرارهم به ، وبأنه من عند الله تعالى ؟ ! ( أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ( 86 ) ) . اللغة : الخفة : نقيض الثقل . والتخفيف ، والتسهيل ، والتهوين ، نظائر . واختلف في الخفة والثقل ، فقيل : إنه يرجع إلى تناقض الجواهر وتزايدها . وقيل : إن الاعتماد اللازم سفلا ، يسمى ثقلا ، والاعتماد اللازم المختص بجهة العلو ، يسمى خفة . المعنى : أشار إلى الذين أخبر عنهم بأنهم يؤمنون ببعض الكتاب ، ويكفرون ببعض ، فقال : ( أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا ) أي : ابتاعوا رياسة الدنيا ( بالآخرة ) أي : رضوا بها عوضا من نعيم الآخرة التي أعدها الله تعالى للمؤمنين . جعل سبحانه تركهم حظوظهم من نعيم الآخرة بكفرهم بالله ، ثمنا لما ابتاعوه به من خسيس الدنيا . ثم أخبر أنهم لاحظ لهم في نعيم الآخرة بقوله : ( فلا يخفف عنهم العذاب ) أي : لا ينقص من عذابهم ، ولا يهون عنهم . ( ولا هم ينصرون ) أي : لا ينصرهم أحد في الآخرة ، فيدفع عنهم بنصرته عذاب الله تعالى . ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ( 87 ) ) . القراءة : قرأ ابن كثير : ( القدس ) بسكون الدال في جميع القرآن . والباقون بضم القاف والدال . وروي في الشواذ عن أبي عمرو : ( وآيدناه ) على زنة أفعلناه ، والقراءة ( أيدناه ) بالتشديد . الحجة : التخفيف والتثقيل في ( القدس ) ، وكذلك فيما كان مثله نحو :
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 293