responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 295


بعدل . وبيت المقدس : لا يخلو المقدس فيه إما أن يكون مصدرا ، أو مكانا ، فإن كان مكانا فالمعنى بيت المكان الذي فعل فيه الطهارة ، وأضيف إلى الطهارة لأنه منسك ، كما جاء : ( أن طهر بيتي للطائفين ) وتطهيره : إخلاؤه من الصنم ، وإبعاده منه . فعلى هذا يكون معناه بيت مكان الطهارة . وإن كان مصدرا ، كان كقوله : ( إلي مرجعكم ) ونحوه من المصادر التي جاءت على هذا المثال . والهوى مقصورا والشهوة نظيران هوى يهوى هوى .
المعنى : ثم ذكر سبحانه إنعامه عليهم بإرسال رسله إليهم ، وما قابلوه به من تكذيبهم فقال : ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) أي : أعطيناه التوراة ، وأنزلنا إليه ( وقفينا من بعده ) أي : أتبعنا من بعد موسى ( بالرسل ) رسولا بعد رسول ، يتبع الآخر الأول في الدعاء إلى وحدانية الله تعالى ، والقيام بشرائعه على منهاج واحد ، لأن كل من بعثه الله تعالى نبيا بعد موسى إلى زمن عيسى ، عليهما السلام ، فإنما بعثه بإقامة التوراة ، والعمل بما فيها ، والدعاء إلى ذلك .
( وآتينا عيسى بن مريم البينات ) أي : أعطيناه المعجزات والدلالات على نبوته من إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، ونحو ذلك من الآيات الدالة على صدقه وصحة نبوته . وقال بعضهم : أراد بالبينات الإنجيل ، وما فيه من الأحكام والآيات الفاصلة بين الحلال والحرام .
( وأيدناه بروح القدس ) أي : قويناه وأعناه بجبريل عليه السلام ، عن قتادة ، والسدي ، والضحاك ، والربيع . واختلف في سبب تسمية جبرائيل عليه السلام روحا على وجوه أحدها : إنه يحيي بما يأتي به من البينات الأديان ، كما تحيا بالأرواح الأبدان وثانيها أنه سمي بذلك لأن الغالب عليه الروحانية ، وكذلك سائر الملائكة . وإنما خص بهذا الاسم تشريفا له . وثالثها : إنه سمي به وأضيف إلى القدس ، لأنه كان بتكوين الله تعالى إياه روحا من عنده ، من غير ولادة والد ولده .
وقال ابن زيد : المراد بروح القدس الإنجيل ، كما سمى الله تعالى القرآن روحا ، فقال : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) فكذلك سمي الإنجيل روحا .
وروى الضحاك ، عن أبن عباس أن الروح الاسم الذي كان عيسى عليه السلام يحيي به الموتى . وقال الربيع : هو الروح الذي نفخ فيه ، فأضافه إلى نفسه تشريفا ، كما قال : بيت الله ، وناقة الله . وأقوى الأقوال والوجوه قول من قال : هو جبرائيل عليه السلام .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست