responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 291


وقوله : ( تظاهرون عليهم ) في موضع نصب على الحال من ( تخرجون ) .
وقوله : ( وهو محرم عليكم إخراجهم ) هو على ضربين أحدهما : أن يكون إضمار الإخراج الذي تقدم ذكره في قوله ( وتخرجون فريقا منكم ) . ثم بين ذلك بقوله ( إخراجهم ) تأكيدا لتراخي الكلام . والآخر : أن يكون هو ضمير القصة والحديث ، فكأنه قال : والحديث محرم عليكم إخراجهم ، كما قال الله : ( قل هو الله أحد ) أي الأمر الذي هو الحق الله أحد .
المعنى : ( ثم أنتم هؤلاء ) يا معشر يهود بني إسرائيل ، بعد إقراركم بالميثاق الذي أخذته عليكم ، أن لا تسفكوا دماءكم ، ولا تخرجوا أنفسكم من دياركم ، وبعد شهادتكم على أنفسكم بذلك أنه واجب عليكم ، ولازم لكم الوفاء به ( تقتلون أنفسكم ) أي : يقتل بعضكم بعضا ، كقوله سبحانه : ( فإن دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم ) أي : ليسلم بعضكم على بعض . وقيل :
معناه تتعرضون للقتل ( وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم ) أي : متعاونين عليهم في اخراجكم إياهم ، ( بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم ) أي : وأنتم مع قتلكم من تقتلون منكم إذا وجدتم أسيرا في أيدي غيركم من أعدائكم ، تفدونهم ، وقتلكم إياهم ، وإخراجكموهم من ديارهم ، حرام عليكم ، كما أن تركهم أسرى في أيدي عدوهم ، حرام عليكم ، فكيف تستجيزون قتلهم ، ولا تستجيزون ترك فدائهم من عدوهم ، وهما جميعا في حكم اللازم لكم فيهم ، سواء ، لأن الذي حرمت عليكم من قتلهم ، وإخراجهم من دورهم ، نظير الذي حرمت عليكم من تركهم أسرى في أيدي عدوهم .
( أفتؤمنون ببعض الكتاب ) الذي فرضت عليكم فيه فرائضي ، وبينت لكم فيه حدودي ، وأخذت عليكم بالعمل بما فيه ميثاقي ، فتصدقون به ، فتفادون أسراكم من أيدي عدوهم ، ( وتكفرون ببعض ) : وتكفرون ببعضه فتجحدونه ، فتقتلون من حرمت عليكم قتله من أهل دينكم وقومكم ، وتخرجونهم من ديارهم ، وقد علمتم أن الكفر منكم ببعضه نقض منكم لعهدي وميثاقي .
واختلف فيمن عنى بهذه الآية . فروى عكرمة ، عن ابن عباس أن قريظة والنضير كانا أخوين كالأوس والخزرج ، فافترقوا . فكانت النضير مع الخزرج ، وكانت قريظة مع الأوس . فإذا اقتتلوا عاونت كل فرقة حلفاءها . فإذا وضعت الحرب أوزارها

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست