نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 25
الثعلبي . والفقيه يكاد يسرد فيه الفقه جميعا ، وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية التي لا تعلق لها بالآية أصلا ، والجواب عن الأدلة للمخالفين كالقرطبي . وصاحب العلوم العقلية وخصوصا الإمام الرازي ، قد ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة ، وخرج من شئ إلى شئ حتى يقضي الناظر عجبا . قال أبو حيان في البحر : جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة ، لا حاجة بها في علم التفسير ، ولذلك قال بعض العلماء : فيه كل شئ إلا التفسير . أما قدماء المفسرين ، فقد كانوا على طريقة مؤلفي عصرهم ، من إيراد الأقوال والأحاديث مسندة إلى رواتها ، منقولة بوجوه متعددة ، واقتصروا فيها على شرح المعاني ، وإيراد الأحاديث الدالة على ذلك ، مع بيان الناسخ والمنسوخ ، وأسباب النزول ، ومقتضيات الحال ، وما أشبه ذلك ، مما كان متداولا في عصر الصحابة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يعنوا بشرح اللغة ، ودقائق الإعراب ، ونكات البيان ، لأن ملكة اللغة كانت في زمنهم لم تنحط إلى درجتها التي وصلت إليها بعدهم ، بل كانت علوم اللسان يومئذ غير مدونة ، وكانت معرفتها إلى السليقة والفطرة أقرب منها إلى التعلم . ولم تكن هذه المباحث يومئذ معدودة في التفسير ، حتى إذا دونت الكتب ، وكثر المؤلفون ، وبعد عصر العربية الفصحى ، أصبح هذا البحث من أركان علم التفسير ، وعني به المحققون من المفسرين ، وظهر في العصر السادس الهجري كتاب ( الكشاف ) للعلامة الزمخشري ، جامعا لغرائب الفنون من علوم اللسان ، شارحا دقائق البيان ، ونكات البلاغة ، شرح خبير عليم ، فكان كتابا ممتعا في بابه . ثم ظهر كتاب ( مجمع البيان ) للعلامة الطبرسي ، فكان غاية في الاتقان ، وحسن الترتيب والتبويب ، وجمع إلى البحث عن اللغة والاعراب ، بيان النظم ، وسبب النزول ، ثم فصل المعنى تفصيلا ، لم يكن فيه إطناب ممل ، ولا اختصار مخل ، وهو بذلك من أحسن كتب التفسير تنسيقا وتأليفا ، ومع ذلك فهو يورد الأقوال المختلفة ، غير متعرض لنقد ، أو اعتراض ، بل تراه يسرد الأقوال ، ويترك الحكم فيها للمطالع ، ليشحذ ذهنه باختيار ما يراه صوابا ، ويتعود به من لم يتعود ملكة النقد ، والتمحيص . أقسام التفسير : تقدم معنا البحث أنه بعد أن بعد عصر اللغة الفصيحة ،
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 25