نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 20
عناية تامة ، وصرف جل علمائهم معظم أوقاتهم بحثا فيه ، وتدقيقا . فعلم التفسير هو أجل العلوم قدرا ، لأنه الموصل إلى فهم مراد الله من كتابه ، ومعرفة أحكام الله في وحيه ، وما فرضه على عباده . وهذه الغاية كما لا يخفى هي أشرف الغايات ، وأحسن الطرق لنيل السعادات . وجه الحاجة إليه : أنزل القرآن على النبي العربي ، بلسان عربي مبين ، فهو عربي الكلام ، عربي النظم والأسلوب ، ببلاغة عربية . إلا أن لغات العرب مختلفة ، فلغة تميم تخالف لغة قريش ، ولغة عرب الحجاز تتميز عن لغة أهل اليمن ، والقرآن الكريم ، وإن نزل بلغة قريش ، قوم النبي ، وهم أفصح العرب على الإطلاق ، إلا أنه تضمن بعض الألفاظ من غير اللغة القرشية ، وعليه حمل كثير من المحققين منهم الإمام الطبري ، في مقدمة تفسيره الكبير ، معنى قوله ، عليه الصلاة والتسليم : " نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف " وفي بعض الروايات : " إن القرآن نزل على سبعة أحرف فلا تماروا في القرآن فإن المراء كفر " . حملوه على أن المراد بالأحرف السبعة لغات العرب التي نزل بها القرآن . وقال بعضهم : هم قريش وألفافها . وقال آخر : المراد ألحان العرب في أقوالهم ، واختلاف لهجاتهم ، فأذن لكل قوم أن يقرأوا بلهجاتهم وألحانهم المعروفة عندهم . وقال آخرون : هي القراءات السبع ، وعليه الأكثر . وكيفما كان تفسير هذا الحديث ، فإن القرآن الكريم عربي البيان ، وإعجازه وارد في النظم والأسلوب الذي يطلق عليه الشيخ عبد القاهر إمام البيان اسم النظم والصور ، والخواص والمزايا والكيفيات ، ونحو ذلك . ويحكم قطعا بأن الفصاحة من الأوصاف الراجعة إليها ، وأن الفضيلة التي يستحق بها الكلام أن يوصف بالفصاحة والبلاغة والبراعة وما شاكل ذلك ، إنما هي فيها ، لا في الألفاظ المنطوقة التي هي الأصوات والحروف ، ولا في المعاني التي هي الأغراض التي يريد المتكلم إثباتها أو نفيها ، وهي مطروحة في الطريق يعرفها كل أحد . والنظم والصور هي التي استحسن السعد التفتازاني أن يطلق عليها عند البحث في عبارات الشيخ عبد القاهر اسم الألفاظ والمعاني الأول . ولكن مراتب الكلام تتفاوت في البلاغة بحسب تفاوتها في هذه الألفاظ والمعاني الأول ، وإن شئت قل في هذه التراكيب والصور المبنية في الأكثر على المدلولات
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 20