نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 163
يجز أن يعني به إلا الجنس المعروف ، وكل ما في القرآن من ذكر الجن مع الإنس يدل عليه وثانيها : قوله تعالى : ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) فنفى المعصية عنهم نفيا عاما وثالثها : إن إبليس له نسل وذرية ، قال الله تعالى ( أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو ) . وقال الحسن : إبليس أب الجن ، كما أن آدم أب الإنس ، وإبليس مخلوق من النار ، والملائكة روحانيون خلقوا من الريح في قول بعضهم ، ومن النور في قول الحسن ، لا يتناسلون ولا يطعمون ولا يشربون . ورابعها : قوله تعالى : ( جاعل الملائكة رسلا ) ولا يجوز على رسل الله الكفر ، ولا الفسق ، ولو جاز عليهم الفسق ، لجاز عليه الكذب ، وقالوا : إن استثناء الله تعالى إياه منهم ، لا يدل على كونه من جملتهم ، وإنما استثناه منهم ، لأنه كان مأمورا بالسجود معهم ، فلما دخل معهم في الأمر ، جاز اخراجه بالاستثناء منهم . وقيل أيضا : إن الاستثناء هنا منقطع كقوله تعالى ( ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ) ، وأنشد سيبويه : والحرب لا يبقى لجا * حمها التخيل ، والمراح إلا الفتى الصبار في * النجدات ، والفرس الوقاح وكقول النابغة : ( وما بالربع من أحد إلا الأواري ) . ويؤيد هذا القول ما رواه الشيخ أبو جعفر ابن بابويه ، رحمه الله ، في ( كتاب النبوة ) بإسناده عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن إبليس أكان من الملائكة أو كان يلي شيئا من أمر السماء ؟ فقال : لم يكن من الملائكة ، ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء ، وكان من الجن ، وكان مع الملائكة ، وكانت الملائكة ترى أنه منها ، وكان الله سبحانه يعلم أنه ليس منها ، فلما أمر بالسجود لآدم ، كان منه الذي كان وكذا رواه العياشي في تفسيره . وأما من قال إنه كان من الملائكة ، فإنه احتج بأنه لو كان من غير الملائكة ، لما كان ملوما بترك السجود ، فإن الأمر إنما يتناول الملائكة دون غيرهم ، وقد مضى الجواب عن هذا ، ويزيده بيانا قوله تعالى : ( ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك ) فعلمنا أنه من جملة المأمورين بالسجود ، وإن لم يكن من جملتهم ، وهذا كما إذا قيل أمر أهل البصرة بدخول الجامع ، فدخلوا إلا رجلا من أهل الكوفة ، فإنه يعلم من هذا أن غير أهل البصرة كان مأمورا بدخول الجامع ، غير أن أهل البصرة خصوا بالذكر ،
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 163