نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 477
لم يعرض نفسه لها . ( فلا إثم عليه ) أي : لا حرج عليه . وإنما ذكر هذا اللفظ ليبين أنه ليس بمباح في الأصل ، وإنما رفع الحرج لأجل الضرورة . ( إن الله غفور رحيم ) وإنما ذكر المغفرة لأحد الأمرين : إما ليبين أنه إذا كان يغفر المعصية ، فإنه لا يؤاخذ بما رخص فيه . وإما لأنه وعد بالمغفرة عند الإنابة إلى طاعة الله مما كانوا عليه من تحريم ما لم يحرمه الله من السائبة وغيرها . ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ( 174 ) ) . اللغة : البطن : خلاف الظهر . والبطن : الغامض من الأرض . والبطن من العرب : دون القبيلة . الاعراب : ( الذين ) مع صلته ، منصوب بأن . و ( أولئك ) : رفع بالابتداء ، وخبره : ( ما يأكلون في بطونهم إلا النار ) . والمبتدأ وخبره جملة في موضع الرفع بكونها خبر إن . و ( النار ) نصب بيأكلون . النزول : المعني في هذه الآية أهل الكتاب بإجماع المفسرين ، إلا أنها متوجهة على قول كثير منهم إلى جماعة قليلة من اليهود ، وهم علماؤهم ، ككعب بن الأشرف ، وحيي بن أخطب ، وكعب بن أسد . وكانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا ، ويرجون كون النبي منهم . فلما بعث من غيرهم ، خافوا زوال مأكلتهم فغيروا صفته ، فأنزل الله هذه الآية . المعنى : ثم عاد إلى ذكر اليهود الذين تقدم ذكرهم ، فقال تعالى : ( إن الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ) أي : صفة محمد والبشارة به ، عن ابن عباس وقتادة والسدي . وقيل : كتموا الأحكام ، عن الحسن . والكتاب : على القول الأول هو التوراة . وعلى الثاني : يجوز أن يحمل على القرآن ، وعلى سائر الكتب . ( ويشترون به ثمنا قليلا ) أي : يستبدلون به عرضا قليلا . وليس المراد أنهم إذا اشتروا به ثمنا كثيرا كان جائزا ، بل الفائدة فيه أن كل ما يأخذونه
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 477