responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 390


فلما أمر الله عز وجل إبراهيم أن يبني البيت ، لم يدر في أي مكان يبنيه ، فبعث الله جبرائيل ، فخط له موضع البيت ، وأنزل عليه القواعد من الجنة ، وكان الحجر الذي أنزله الله على آدم ، أشد بياضا من الثلج . فلما مسته أيدي الكفار أسود قال :
فبنى إبراهيم البيت ، ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى ، فرفعه في السماء تسعة أذرع ، ثم دله على موضع الحجر ، فاستخرجه إبراهيم ، ووضعه في موضعه الذي هو فيه ، وجعل له بابين : بابا إلى المشرق ، وبابا إلى المغرب . فالباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار ، ثم ألقى عليه الشيح والأذخر [1] ، وعلقت هاجر على بابه كساء كان معها ، فكانوا يكونون تحته .
فلما بناه وفرغ ، حج إبراهيم وإسماعيل ، ونزل عليهما جبرائيل يوم التروية ، لثمان خلت من ذي الحجة ، فقال : يا إبراهيم ! قم فارتو من الماء ، لأنه لم يكن بمنى وعرفات ماء ، فسميت التروية لذلك . ثم أخرجه إلى منى ، فبات بها ، ففعل به ما فعل بآدم ، فقال إبراهيم لما فرغ من بناء البيت : ( رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات ) الآية .
( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ( 128 ) ) .
القراءة : قرأ ابن كثير : ( أرنا ) بإسكان الراء كل القرآن ، ووافقه ابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم في السجدة : ( ربنا أرنا الذين ) وقرأ أبو عمرو بالاختلاس لكسرة الراء من غير إشباع كل القرآن . والباقون بالكسر .
الحجة : الاختيار كسرة الراء ، لأنها كسرة الهمزة ، قد حولت إلى الراء ، لأنه أصله أرإنا فنقلت الكسرة إلى الراء ، وسقطت الهمزة . ولأن في إسكان الراء بعد سقوط الهمزة إجحافا بالكلمة ، وإبطالا للدلالة على الهمزة . ومن سكنه فعلى وجه التشبيه بما يسكن في مثل كبد وفخذ ، ونحو قول الشاعر : ( لو عصر منه البان والمسك انعصر ) . وقال الآخر :



[1] الشيح : نبات أنواعه كثيرة كله طيب الرائحة . الإذخر : الحشيش الأخضر : نبات طيب الرائحة .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست